12648  ( وأخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ  ، أنا محمد بن طاهر بن يحيى  ، حدثني أبي ، ثنا محمد بن أبي خالد الفراء  ، ثنا أبي ، ثنا  المبارك بن فضالة  ، عن الحسن  ، أن  أبا بكر الصديق   - رضي الله عنه - خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن أكيس الكيس التقوى ، وأحمق الحمق الفجور  ، ألا وإن الصدق عندي الأمانة ، والكذب الخيانة ، ألا وإن القوي عندي ضعيف حتى آخذ منه الحق ، والضعيف عندي قوي حتى آخذ له الحق ، ألا وإني قد وليت عليكم ولست بأخيركم . قال الحسن   : هو والله خيرهم غير مدافع ، ولكن المؤمن يهضم نفسه . ثم قال : لوددت أنه كفاني هذا الأمر أحدكم - قال الحسن   : صدق والله - وإن أنتم أردتموني على ما كان الله يقيم نبيه من الوحي ما ذلك عندي ، إنما أنا بشر فراعوني ، فلما أصبح غدا إلى السوق ، فقال له عمر   - رضي الله عنه - : أين تريد ؟ قال : السوق ، قال : قد جاءك ما يشغلك عن السوق . قال : سبحان الله يشغلني عن عيالي ! قال : تعرض بالمعروف ، قال : ويح عمر   ! إني أخاف أن لا يسعني أن آكل من هذا المال شيئا ، قال : فأنفق في سنتين وبعض أخرى ثمانية آلاف درهم ، فلما حضره الموت قال : قد كنت قلت لعمر   : إني أخاف أن لا يسعني أن آكل من هذا المال شيئا ، فغلبني ، فإذا أنا مت ، فخذوا من مالي ثمانية آلاف درهم ، وردوها في بيت المال ، قال : فلما أتي بها عمر   - رضي الله عنه - قال : رحم الله أبا بكر  ، لقد أتعب من بعده تعبا شديدا  . 
				
						
						
