12786  ( وذلك بين فيما أخبرنا ) أبو محمد عبد الله بن يوسف ،  أنبأ  أبو سعيد ابن الأعرابي ،  ثنا  سعدان بن نصر ،  ثنا أبو معاوية ،  عن  هشام بن عروة ،  عن أبيه ، عن عائشة   - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ يقول: اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار ، وفتنة القبر ، وعذاب القبر ، وشر فتنة الغنى ،  وشر فتنة الفقر ، اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة الدجال ، وذكر الحديث ، وهذا حديث ثابت قد أخرجاه في الصحيح ، وفيه دلالة على أنه إنما استعاذ من فتنة الفقر دون حال الفقر ، ومن فتنة الغنى دون حال ، الغنى وأما قوله إن كان قاله: أحيني مسكينا ، وأمتني مسكينا ، فهو إن صح طريقه - وفيه نظر - والذي يدل عليه حاله عند وفاته أنه لم يسأل حال المسكنة التي يرجع معناها إلى القلة ، وإنما سأل المسكنة التي يرجع معناها إلى الإخبات والتواضع ، فكأنه - صلى الله عليه وسلم - سأل الله تعالى أن لا يجعله من الجبارين المتكبرين ، وأن لا يحشره في زمرة الأغنياء المترفين . قال  القعنبي   : والمسكنة حرف مأخوذ من السكون يقال: ( تمسكن الرجل إذا لان وتواضع وخشع ، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للمصلي ) : تباءس وتمسكن ؛ يريد تخشع وتواضع لله . 
 [ ص: 13 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					