الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                14668 [ ص: 366 ] باب الرجل يقول لامرأته يا أختي يريد الأخوة في الإسلام

                                                                                                                                                ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله : محمد بن يعقوب ، نا محمد بن إسماعيل بن مهران ، نا أبو الطاهر ، أنا ابن وهب حدثني جرير بن حازم عن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لم يكذب إبراهيم قط إلا ثلاث كذبات ثنتين في ذات الله قوله ( إني سقيم ) وقوله ( بل فعله كبيرهم هذا ) وواحدة في شأن سارة فإنه قدم أرض جبار ومعه سارة وكانت أحسن الناس فقال لها : إن هذا الجبار إن يعلم أنك امرأتي يغلب عليك فإن سألك فأخبريه أنك أختي ( فإنك أختي ) في الإسلام فإني لا أعلم في الأرض مسلما غيري وغيرك فلما دخل أرضه رآها بعض أهل الجبار فأتاه فقال له : لقد دخل أرضك الآن امرأة لا ينبغي أن تكون إلا لك فأرسل إليها فأتي بها وقام إبراهيم عليه السلام إلى الصلاة فلما دخلت عليه لم يتمالك أن بسط يده إليها فقبضت يده قبضة شديدة فقال لها : ادعي الله أن يطلق يدي ولا أضرك ففعلت فعاد فقبضت أشد من القبضة الأولى فقال لها مثل ذلك فعاد فقبضت أشد من القبضتين الأوليين فقال : ادعي الله أن يطلق يدي ولك الله أن لا أضرك ففعلت فأطلقت يده ، دعا الذي جاء بها فقال له : إنك إنما أتيتني بشيطان ولم تأتني بإنسان فأخرجها من أرضي وأعطها هاجر قال فأقبلت تمشي فلما رآها إبراهيم عليه السلام انصرف فقال لها : مهيم فقالت : خيرا كف الله يد الفاجر وأخدم خادما " . قال أبو هريرة رضي الله عنه : فتلك أمكم يا بني ماء السماء . رواه البخاري في الصحيح عن سعيد بن تليد ورواه مسلم عن أبي الطاهر كلاهما عن ابن وهب .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية