1264 - قصة إسلام   النجاشي  وغلبة وفد المسلمين على الكافرين عنده  
 3261     - أخبرنا   أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني  ، ثنا  أحمد بن مهران بن خالد الأصبهاني  ، ثنا   عبيد الله بن موسى  ، أنبأ  إسرائيل  ، عن  أبي إسحاق  ، عن  أبي بردة  ،  عن  أبي موسى  رضي الله عنه قال :  أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن ننطلق إلى أرض   النجاشي  ، فبلغ ذلك  قريشا   فبعثوا إلى   عمرو بن العاص  وعمارة بن الوليد  وجمعوا   للنجاشي  هدايا فقدمنا ، وقدموا على   النجاشي  فأتوه بهدية فقبلها ، وسجدوا له ، ثم قال   عمرو بن العاص     : إن قوما منا رغبوا عن ديننا وهم في أرضك . فقال لهم   النجاشي     : في أرضي ؟ قال : نعم قال : فبعث إلينا فقال لنا  جعفر     : لا يتكلم منكم أحد أنا خطيبكم اليوم ، فانتهينا إلى   النجاشي  وهو جالس في مجلسه ،   وعمرو بن العاص  عن يمينه ،  وعمارة  عن يساره ، والقسيسون من الرهبان جلوس سماطين ، فقال له  عمرو  وعمارة     : إنهم لا يسجدون لك فلما انتهينا إليه زبرنا من عنده من القسيسين والرهبان : اسجدوا للملك ، فقال جعفر : لا نسجد إلا لله ، فقال له   النجاشي     : وما ذاك ؟ قال : إن الله بعث فينا رسوله ، وهو الرسول الذي بشر به  عيسى   برسول يأتي من بعده اسمه  أحمد   ، فأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئا ، ونقيم الصلاة ، ونؤتي الزكاة ، وأمرنا بالمعروف ، ونهانا عن المنكر قال : فأعجب الناس قوله ، فلما رأى ذلك  عمرو  قال له : أصلح الله الملك ، إنهم يخالفونك في  عيسى ابن مريم   ، فقال   النجاشي  لجعفر     : ما يقول صاحبك في  ابن مريم   ؟ قال : يقول فيه قول الله : هو روح الله ، وكلمته ، أخرجه من البتول العذراء ، لم يقربها بشر قال : فتناول   النجاشي  عودا من الأرض فرفعه فقال : يا معشر القسيسين والرهبان ، ما يزيد هؤلاء على ما تقولون في  ابن مريم   ما يزن هذه ، مرحبا بكم ، وبمن جئتم      [ ص: 34 ] من عنده ، فأنا أشهد أنه رسول الله وأنه الذي بشر به  عيسى ابن مريم   ، ولولا ما أنا فيه من الملك ، لأتيته حتى أحمل نعليه ، امكثوا في أرضي ما شئتم ، وأمر لهم بطعام وكسوة ، وقال : ردوا على هذين هديتهم     .  
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وإنما خرجته في هذا الموضع اقتداء بشيخنا  أبي يحيى الخفاف  ، فإنه خرجه في  قوله عز وجل :  لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله       .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					