[  قلب السند سهوا وأمثلته      ] : والقسم الثاني ( قلب ما لم يقصد الرواة ) قلبه ، بل وقع القلب فيه على سبيل السهو والوهم ، وله أمثلة ( نحو ) حديث : (  إذا أقيمت الصلاة ) فلا تقوموا حتى تروني     .  
فإنه ( حدثه ) أي : الحديث ( في مجلس )   أبي محمد ثابت بن أسلم البصري ( البناني     ) بضم أوله نسبة لمحلة  بالبصرة   عرف  ببنانة بن سعد بن لؤي     ( حجاج أعني ) بالنقل والتنوين (  ابن أبي عثمان     ) بالصرف ، هو الصواف ، عن   يحيى بن أبي كثير  ، عن  عبد الله بن أبي قتادة  ، عن أبيه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .  
 [ ص: 342 ]    ( فظنه ) أي الحديث ( عن  ثابت ) أبو النضر     (   جرير ) بن حازم  ، ورواه  جرير  بمقتضى هذا الظن ، عن   ثابت البناني  ، عن  أنس  ، كما ( بينه   حماد ) وهو ابن زيد ( الضرير )  فيما وصفه به   ابن منجويه   وابن حبان  ، وهو مما طرأ عليه ، لما حكاه   ابن أبي خيثمة  أن إنسانا سأل   عبيد الله بن عمر     : أكان حماد أميا ؟ فقال : أنا رأيته في يوم مطير وهو يكتب ، ثم ينفخ فيه ليجف .  
والراوي عن حماد لما نبه عليه من غلط جرير  إسحاق بن عيسى بن الطباع  ، كما رواه أحمد في العلل عنه ، وكما عند  الخطيب  في الكفاية ،  والبيهقي  في المدخل ،  ويحيى بن حسان  كما عند  أبي داود  في المراسيل كلاهما ، واللفظ لأولهما .  
عن حماد قال : كنت أنا وجرير عند ثابت فحدث حجاج عن   يحيى بن أبي كثير  نعني بهذا الحديث بسنده المتقدم ، فظن جرير أنه فيما حدث به ثابت عن أنس ، يعني وليس كذلك .  
وكذا قال   البخاري  فيما حكاه عنه  الترمذي  في باب ما جاء في الكلام بعد نزول الإمام من المنبر في كتاب الجمعة من ( جامعه ) ، ويروى عن   حماد بن زيد  ، قال : كنا عند ثابت فحدث حجاج الصواف ، وذكره .  
 [ ص: 343 ] وكذا من أمثلته حديث النهي عن كل ذي خطفة ، وعن كل ذي نهبة ، وعن كل ذي ناب ، رواه  أبو أيوب الإفريقي  ، عن   صفوان بن سليم  ، عن   سعيد بن المسيب  ، عن   أبي الدرداء  ، ولم يسمعه  سعيد  من   أبي الدرداء  ، وإنما حدث به رجل في مجلس سعيد ، عن   أبي الدرداء  ، فسمعه أصحاب  سعيد  منه .  
قال   سهيل بن أبي صالح     : حدثنا  عبد الله بن يزيد بن المنبعث  ، قال : سألت   سعيد بن المسيب  عن  الضبع  ، فقال شيخ عنده : ثنا   أبو الدرداء  فذكره .  
قال   الدارقطني     : وهذا أشبه بالصواب ، ونحوه أن   ابن عجلان  روى عن   سهيل بن أبي صالح  عن أبيه عن   أبي هريرة  رفعه :  الدين النصيحة     .  
فقد قال   محمد بن نصر المروزي     : إنه غلط ، وإنما حدث  أبو صالح  عن   أبي هريرة  بحديث :  إن الله يرضى لكم ثلاثا  وكان  عطاء بن يزيد  حاضرا ، فحدثهم عن   تميم الداري  بحديث :  إن الدين النصيحة  ، فسمعهما سهيل منهما ، والحاصل أنه دخل عليه حديث في حديث .  
 [ ص: 344 ] ومن هذا القسم ما يقع الغلط فيه بالتقديم في الأسماء والتأخير ;  كمرة بن كعب  فيجعله  كعب بن مرة  ،  ومسلم بن الوليد  فيجعله   الوليد بن مسلم  ، ونحو ذلك مما أوجبه كون اسم أحدهما اسم أبي الآخر ، وقد صنف كل من  الخطيب  وشيخنا في هذا القسم خاصة .  
				
						
						
