( 147 ) حدثنا
العباس بن محمد المجاشعي ، ثنا
محمد بن أبي يعقوب الكرماني ، ثنا
سهل بن يوسف ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16206صالح بن أبي الأخضر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16523عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=12031وأبي سلمة بن عبد الرحمن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16590وعلقمة بن وقاص ،
nindex.php?page=showalam&ids=16561وعروة بن الزبير ، عن حديث
عائشة قالت : - لما قال أصحاب الإفك ما قالوا ، فبرأها الله وكلهم حدثني طائفة من حديثها وبعضهم كان أثبت لحديثها وأحسن اقتصاصا - ، قالوا : قالت
عائشة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=987177كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفرا أو وجها أقرع بين أزواجه ، فأيتهن خرج سهمها أخرجها معه ، قالت عائشة : فأقرع بيننا في غزاة غزاها فخرج فيها سهمي ، وذلك بعدما أنزلت آية الحجاب ، فخرجت معه وأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه ، والنساء إذ ذاك خفاف ، قالت : فآذن رسول الله ليلة بالرحيل ، فقمت فجاوزت الجيش ، فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي فلمست صدري فوجدت عقدا من جزع أظفار سقطت ، فرجعت فحبسني ابتغاؤه ، وأقبل الرهط الذين يرحلون [ ص: 103 ] هودجي ، فاحتملوا هودجي وهم يحسبون أني فيه فرحلوني على بعيري الذي كنت أركب ، ثم انطلقوا يقودونه ، فجئت منازلهم ليس بها داع ولا مجيب ، فتيممت منزلي الذي كنت به وعرفت أنهم سيفقدونني ، فيبغوني ، فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت ، فأقبل nindex.php?page=showalam&ids=4262صفوان بن المعطل ، وكان من وراء الجيش ، فأدلج فأصبح عند منزلي ، فرأى سواد إنسان ، فعرفني ، وكان يراني قبل أن ينزل الحجاب ، فاسترجع فاستيقظت باسترجاعه ، فأناخ لي راحلته ، فوطئ لي فركبتها ، فانطلق يقود بي حتى جئنا الناس في نحر الظهيرة ، وقد هلك من هلك ، فلما قدمنا المدينة اشتكيت شهرا لا أشعر بالشر ، غير أنه يريبني أني لا أرى من رسول الله اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي ، إنما يدخل فيسلم قائما ، ويقول : " كيف تيكم ؟ " ولا أشعر بالشر ، فلما نقهت من مرضي ، خرجت أنا وأم مسطح بن أثاثة إلى المناصع ، وهو متبرزنا ، إنما نخرج ليلا إلى ليل ، إنما نأكل العلقة من الطعام ، وأمرنا أمر العرب الأول ، وكنا نتأذى أن تتخذ الكنف قرب بيوتنا ، فلما قضينا شأننا أقبلت إلى منزلي ، فعثرت أم مسطح في مرطها ، فقالت : تعس مسطح ، قالت : قلت لها : بئس ما قلت ، أتسبين رجلا قد شهد بدرا ؟ ، قالت : أي هنتاه أولم تسمعي ما قال ؟ ، قلت : ماذا قال ؟ ، قالت : كذا وكذا ، قالت : فازددت مرضا على مرضي ، فلما جاء رسول الله قلت : ائذن لي فآتي أبوي ، وأنا أريد حينئذ أن أستيقن الخبر من قبلهما ، قالت : فأذن لي ، فجئت أمي فقلت : يا أمه ماذا يتحدث الناس ؟ ، فقالت : يا بنية هوني عليك ، فإنه قل ما كانت امرأة وضيئة عند رجل يحبها لها كنائن إلا أكثرن عليها ، قالت : قلت : سبحان الله أوقد تحدث الناس بهذا ، فمكثت ليلتي لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ، فلما أبطأ على رسول الله الوحي دعا عليا [ ص: 104 ] وأسامة يستشيرهما في فراق أهله ، فأما أسامة فأشار على رسول الله بما يعلم من براءة أهله ، وما يعلم في نفس رسول الله من الود ، فقال : يا رسول الله أهلك والله ما علمنا إلا خيرا ، وأما علي فقال : لم يضيق الله عليك ، والنساء سواها كثير ، وإن تسأل الخادم تصدقك ، قالت : فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=216بريرة ، فقال : " أي nindex.php?page=showalam&ids=216بريرة هل رأيت من شيء يريبك ؟ " ، فقالت : لا ، والذي بعثك بالحق ما رأيت عليها من أمر قط أغمصها به إلا أنها جارية حديثة السن ، فتنام فتأتي الداجن فتأكل العجين ، فلما قام رسول الله فرقى ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : " أما بعد nindex.php?page=treesubj&link=29382_31387_31388_31366_31788_30723_30743_31314_31546_32384_31603_32371يا معشر المسلمين ، من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهلي ، والله ما علمت على أهلي إلا خيرا ، ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا ، وما كان يدخل على أهلي إلا معي " ، فقام nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ فقال : يا رسول الله أنا أعذرك منه إن كان من الأوس ضربت عنقه ، وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا أمرك ، فقام nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة وكان قبل ذلك رجلا صالحا ، ولكن حملته الحمية ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=307لسعد بن معاذ : كذبت لعمر الله لا تقتله ، ولا تقدر على قتله ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=168أسيد بن حضير : كذبت لعمر الله ليقتلنه ، قالت : فتثاور الحيان الأوس والخزرج ، فلم يزل رسول الله يخفضهم ويسكتهم حتى سكتوا ، قالت : فبكيت ليلتي لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ، وأصبح عندي أبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي ، فبينما هما عندي وأنا أبكي استأذنت علي امرأة من الأنصار فجلست تبكي معي ، فبينا نحن على ذلك دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم قعد والله ما قعد عندي منذ قيل لي ما قيل قبلها فتشهد ، ثم قال : " أما بعد يا عائشة ، فقد بلغني كذا وكذا ، فإن كنت ألممت بذنب فاعترفي وتوبي إلى الله واستغفري ، فإن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب [ ص: 105 ] تاب الله عليه " ، فلما قضى رسول الله مقالته ، قلص دمعي ما أحس منه قطرة ، فقلت : يا أمه أجيبي رسول الله ، قالت : والله ما أدري ما أقول لرسول الله ، قالت : قلت : يا أبه أجب رسول الله ، قال : والله ما أدري ما أقول لرسول الله ، فقلت : وأنا جارية حديثة السن ، لا أقرأ كثيرا من القرآن : والله لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم ، ولئن قلت إني لبريئة والله يعلم أني بريئة لا تصدقوني ، ولا أجد لي ولكم مثلا ، إلا قول أبي يوسف : nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=18فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ، ثم وليت وجهي إلى الجدار والله يعلم أني بريئة ، ولنفسي كانت أحقر عندي من أن ينزل الله في وحيا وتلاوة ، ولكن كنت أرى أن يرى رسول الله رؤيا فيبرئني الله بها ، قالت : والله ما قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مجلسه ، ولا رام أهل البيت حتى أخذته البرحاء التي كانت تأخذه حين ينزل عليه الوحي ، حتى أنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشاتي من ثقل الوحي ، فسري عن رسول الله وهو يضحك ، فقال : " يا عائشة أما والله فقد برأك الله " ، فقالت لي أمي : قومي إلى رسول الله ، قلت : والله لا أقوم ولا أحمد إلا الله ، قالت : وكان الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبي بن سلول ، قالت : وقد كان أبو بكر ينفق على nindex.php?page=showalam&ids=7927مسطح بن أثاثة لقرابته ويتمه ، فقال أبو بكر : والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا ، فأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=22ولا يأتل أولو الفضل منكم الآية ، nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=22ألا تحبون أن يغفر الله لكم ، فقال أبو بكر : بلى يا رب ، فرد على مسطح نفقته .
( 148 ) حدثنا
المفضل بن محمد الجندي ، ثنا
أبو حمة محمد بن يوسف الزبيدي ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12131أبو قرة موسى بن طارق ، قال : ذكر
زمعة بن صالح ،
[ ص: 106 ] عن
يعقوب بن عطاء ،
nindex.php?page=showalam&ids=15938وزياد بن سعد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ،
nindex.php?page=showalam&ids=16561وعروة بن الزبير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16590وعلقمة بن وقاص ،
nindex.php?page=showalam&ids=16523وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن حديث
عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال لها
أهل الإفك ما قالوا ، فبرأها الله ، وكل حدثني طائفة من حديثها ، وبعض حديثهم يصدق بعضا ، وإن كان بعضهم أوعى لحديثها من بعض وأثبت اقتصاصا ، ذكروا أن
عائشة - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - - قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=987178كان رسول الله إذا أراد أن يخرج إلى سفر أقرع بين أزواجه ، وذكر الحديث .
( 147 ) حَدَّثَنَا
الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُجَاشِعِيُّ ، ثنا
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الْكَرْمَانِيُّ ، ثنا
سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16206صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16523عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12031وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16590وَعَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16561وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ حَدِيثِ
عَائِشَةَ قَالَتْ : - لَمَا قَالَ أَصْحَابُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا ، فَبَرَّأَهَا اللَّهُ وَكُلُّهُمْ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنْ حَدِيثِهَا وَبَعْضُهُمْ كَانَ أَثْبَتَ لِحَدِيثِهَا وَأَحْسَنَ اقْتِصَاصًا - ، قَالُوا : قَالَتْ
عَائِشَةُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=987177كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَوْ وَجْهًا أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا أَخْرَجَهَا مَعَهُ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزَاةٍ غَزَاهَا فَخَرَجَ فِيهَا سَهْمِي ، وَذَلِكَ بَعْدَمَا أُنْزِلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ ، فَخَرَجْتُ مَعَهُ وَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجِي وَأُنْزَلُ فِيهِ ، وَالنِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافٌ ، قَالَتْ : فَآذَنَ رَسُولُ اللَّهِ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ ، فَقُمْتُ فَجَاوَزْتُ الْجَيْشَ ، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي أَقْبَلْتُ إِلَى رَحْلِي فَلَمَسْتُ صَدْرِي فَوَجَدْتُ عِقْدًا مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ سَقَطَتَ ، فَرَجَعْتُ فَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ ، وَأَقْبَلَ الرَّهْطُ الَّذِينَ يَرْحَلُونَ [ ص: 103 ] هَوْدَجِي ، فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ فَرَحَلُونِي عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ أَرْكَبُ ، ثُمَّ انْطَلَقُوا يَقُودُونَهُ ، فَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ لَيْسَ بِهَا دَاعٍ وَلَا مُجِيبٌ ، فَتَيَمَّمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ بِهِ وَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونَنِي ، فَيَبْغُونِي ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ فِي مَنْزِلِي غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَنِمْتُ ، فَأَقْبَلَ nindex.php?page=showalam&ids=4262صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ ، وَكَانَ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ ، فَأَدْلَجَ فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي ، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ ، فَعَرَفَنِي ، وَكَانَ يَرَانِي قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ الْحِجَابُ ، فَاسْتَرْجَعَ فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ ، فَأَنَاخَ لِي رَاحِلَتَهُ ، فَوَطِئَ لِي فَرَكِبْتُهَا ، فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِي حَتَّى جِئْنَا النَّاسَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ ، وَقَدْ هَلَكَ مَنْ هَلَكَ ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ اشْتَكَيْتُ شَهْرًا لَا أَشْعُرُ بِالشَّرِّ ، غَيْرَ أَنَّهُ يَرِيبُنِي أَنِّي لَا أَرَى مِنْ رَسُولِ اللَّهِ اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَشْتَكِي ، إِنَّمَا يَدْخُلُ فَيُسَلِّمُ قَائِمًا ، وَيَقُولُ : " كَيْفَ تِيكُمْ ؟ " وَلَا أَشْعُرُ بِالشَّرِّ ، فَلَمَّا نَقَهْتُ مِنْ مَرَضِي ، خَرَجْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ إِلَى الْمَنَاصِعِ ، وَهُوَ مُتَبَرَّزُنَا ، إِنَّمَا نَخْرُجُ لَيْلًا إِلَى لَيْلٍ ، إِنَّمَا نَأْكُلُ الْعُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ ، وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الْأُوَلِ ، وَكُنَّا نَتَأَذَّى أَنْ تُتَّخَذَ الْكُنُفُ قُرْبَ بُيُوتِنَا ، فَلَمَّا قَضَيْنَا شَأْنَنَا أَقْبَلْتُ إِلَى مَنْزِلِي ، فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مِرْطِهَا ، فَقَالَتْ : تَعِسَ مِسْطَحٌ ، قَالَتْ : قُلْتُ لَهَا : بِئْسَ مَا قُلْتِ ، أَتَسُبِّينَ رَجُلًا قَدْ شَهِدَ بَدْرًا ؟ ، قَالَتْ : أَيْ هَنْتَاهُ أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ ؟ ، قُلْتُ : مَاذَا قَالَ ؟ ، قَالَتْ : كَذَا وَكَذَا ، قَالَتْ : فَازْدَدْتُ مَرَضًا عَلَى مَرَضِي ، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ قُلْتُ : ائْذَنْ لِي فَآتِي أَبَوَيَّ ، وَأَنَا أُرِيدُ حِينَئِذٍ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا ، قَالَتْ : فَأَذِنَ لِي ، فَجِئْتُ أُمِّي فَقُلْتُ : يَا أُمَّهْ مَاذَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ ؟ ، فَقَالَتْ : يَا بُنَيَّةُ هَوِّنِي عَلَيْكِ ، فَإِنَّهُ قَلَّ مَا كَانَتِ امْرَأَةٌ وَضِيئَةً عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا لَهَا كَنَائِنُ إِلَّا أَكْثَرْنَ عَلَيْهَا ، قَالَتْ : قُلْتُ : سُبْحَانَ اللَّهِ أَوَقَدْ تَحَدِّثَ النَّاسُ بِهَذَا ، فَمَكَثْتُ لَيْلَتِي لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ ، فَلَمَّا أَبْطَأَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ الْوَحْيُ دَعَا عَلِيًّا [ ص: 104 ] وَأُسَامَةَ يَسْتَشِيرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ ، فَأَمَّا أُسَامَةُ فَأَشَارَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ بِمَا يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ ، وَمَا يَعْلَمُ فِي نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ مِنَ الْوُدِّ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَهْلُكَ وَاللَّهِ مَا عَلِمْنَا إِلَّا خَيْرًا ، وَأَمَّا عَلِيٌّ فَقَالَ : لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ ، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ ، وَإِنْ تَسْأَلِ الْخَادِمَ تَصْدُقْكَ ، قَالَتْ : فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - nindex.php?page=showalam&ids=216بَرِيرَةَ ، فَقَالَ : " أَيْ nindex.php?page=showalam&ids=216بَرِيرَةُ هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَيْءٍ يَرِيبُكِ ؟ " ، فَقَالَتْ : لَا ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رَأَيْتُ عَلَيْهَا مِنْ أَمْرٍ قَطُّ أَغْمِصُهَا بِهِ إِلَّا أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ ، فَتَنَامُ فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُ الْعَجِينَ ، فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ فَرَقَى ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : " أَمَّا بَعْدُ nindex.php?page=treesubj&link=29382_31387_31388_31366_31788_30723_30743_31314_31546_32384_31603_32371يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ، مَنْ يَعْذُرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِي ، وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا ، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا ، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا مَعِي " ، فَقَامَ nindex.php?page=showalam&ids=307سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا أَعْذُرُكَ مِنْهُ إِنْ كَانَ مِنَ الْأَوْسِ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا أَمْرَكَ ، فَقَامَ nindex.php?page=showalam&ids=228سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلًا صَالِحًا ، وَلَكِنْ حَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ ، فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=307لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ : كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَا تَقْتُلُهُ ، وَلَا تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ ، فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=168أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ : كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَيَقْتُلَنَّهُ ، قَالَتْ : فَتَثَاوَرَ الْحَيَّانِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ ، فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ يُخَفِّضُهُمْ وَيُسْكِتُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا ، قَالَتْ : فَبَكَيْتُ لَيْلَتِي لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ ، وَأَصْبَحَ عِنْدِي أَبَوَايَ يَظُنَّانِ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي ، فَبَيْنَمَا هُمَا عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي اسْتَأْذَنَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي ، فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، ثُمَّ قَعَدَ وَاللَّهِ مَا قَعَدَ عِنْدِي مُنْذُ قِيلَ لِي مَا قِيلَ قَبْلَهَا فَتَشَهَّدَ ، ثُمَّ قَالَ : " أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ ، فَقَدْ بَلَغَنِي كَذَا وَكَذَا ، فَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاعْتَرِفِي وَتُوبِي إِلَى اللَّهِ وَاسْتَغْفِرِي ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبٍ ثُمَّ تَابَ [ ص: 105 ] تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ " ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ مَقَالَتَهُ ، قَلَصَ دَمْعِي مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً ، فَقُلْتُ : يَا أُمَّهْ أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَتْ : وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ ، قَالَتْ : قُلْتُ : يَا أَبَهْ أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ ، فَقُلْتُ : وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ ، لَا أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنَ الْقُرْآنِ : وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُمْ هَذَا الْحَدِيثَ حَتَّى اسْتَقَرَّ فِي أَنْفُسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ ، وَلَئِنْ قُلْتُ إِنِّي لَبَرِيئَةٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ لَا تُصَدِّقُونِي ، وَلَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا ، إِلَّا قَوْلَ أَبِي يُوسُفَ : nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=18فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ، ثُمَّ وَلَّيْتُ وَجْهِي إِلَى الْجِدَارِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ ، وَلَنَفْسِي كَانَتْ أَحْقَرَ عِنْدِي مِنْ أَنْ يُنْزِلَ اللَّهُ فِيَّ وَحْيًا وَتِلَاوَةً ، وَلَكِنْ كُنْتُ أَرَى أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ رُؤْيَا فَيُبَرِّئُنِي اللَّهُ بِهَا ، قَالَتْ : وَاللَّهِ مَا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ مَجْلِسِهِ ، وَلَا رَامَ أَهْلُ الْبَيْتِ حَتَّى أَخَذَتْهُ الْبُرَحَاءُ الَّتِي كَانَتْ تَأْخُذُهُ حِينَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ ، حَتَّى أَنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ مِنَ الْعَرَقِ فِي الْيَوْمِ الشَّاتِي مِنْ ثِقَلِ الْوَحْيِ ، فَسُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَهُوَ يَضْحَكُ ، فَقَالَ : " يَا عَائِشَةُ أَمَا وَاللَّهِ فَقَدْ بَرَّأَكِ اللَّهُ " ، فَقَالَتْ لِي أُمِّي : قَوْمِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، قُلْتُ : وَاللَّهِ لَا أَقُومُ وَلَا أَحْمَدُ إِلَّا اللَّهَ ، قَالَتْ : وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ ، قَالَتْ : وَقَدْ كَانَ أَبُو بَكْرٍ يُنْفِقُ عَلَى nindex.php?page=showalam&ids=7927مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ وَيُتْمِهِ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَاللَّهِ لَا أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=22وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ الْآيَةَ ، nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=22أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : بَلَى يَا رَبِّ ، فَرَدَّ عَلَى مِسْطَحٍ نَفَقَتَهُ .
( 148 ) حَدَّثَنَا
الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَنَدِيُّ ، ثنا
أَبُو حُمَةَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الزُّبَيْدِيُّ ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12131أَبُو قُرَّةَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ ، قَالَ : ذَكَرَ
زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ ،
[ ص: 106 ] عَنْ
يَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15938وَزِيَادِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13283ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16561وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16590وَعَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16523وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنْ حَدِيثِ
عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ قَالَ لَهَا
أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا ، فَبَرَّأَهَا اللَّهُ ، وَكُلٌّ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنْ حَدِيثِهَا ، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا ، وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ أَوْعَى لِحَدِيثِهَا مِنْ بَعْضٍ وَأَثْبَتَ اقْتِصَاصًا ، ذَكَرُوا أَنَّ
عَائِشَةَ - زَوْجَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - - قَالَتْ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=987178كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى سَفَرٍ أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ .