الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  ( 870 ) حدثنا بكر بن سهل الدمياطي ، ثنا عمرو بن هاشم البيروتي ، ثنا سليمان بن أبي كريمة ، عن هشام بن حسان ، عن الحسن ، عن أمه ، عن أم سلمة ، قالت : قلت يا رسول الله أخبرني عن قول الله و حور عين [ ص: 368 ] قال : " حور : بيض ، عين : ضخام العيون شقر الجرداء بمنزلة جناح النسور " ، قلت : يا رسول الله أخبرني عن قوله : كأنهم لؤلؤ مكنون ، قال : " صفاؤهن صفاء الدر في الأصداف التي لم تمسه الأيدي " . قلت : يا رسول الله أخبرني عن قوله : فيهن خيرات حسان ، قال : " خيرات الأخلاق ، حسان الوجوه " . قلت : يا رسول الله أخبرني عن قوله : كأنهن بيض مكنون ، قال : " رقتهن كرقة الجلد الذي رأيت في داخل البيضة مما يلي القشر وهو العرفي " . قلت : يا رسول الله أخبرني عن قوله : عربا أترابا ، قال : " هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمضاء شمطاء خلقهن الله بعد الكبر ، فجعلهن عذارى عربا متعشقات محببات ، أترابا على ميلاد واحد " . قلت : يا رسول الله أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين ؟ ، قال : " بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على البطانة " . قلت : يا رسول الله وبما ذاك ؟ ، قال : " بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن الله ألبس الله وجوههن النور ، وأجسادهن الحرير بيض الألوان خضر الثياب صفراء الحلي مجامرهن الدر وأمشاطهن الذهب يقلن : ألا نحن الخالدات فلا نموت أبدا ، ألا ونحن الناعمات فلا نبؤس أبدا ، ألا ونحن المقيمات فلا نظعن أبدا ، ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا طوبى لمن كنا له وكان لنا " ، قلت : يا رسول الله المرأة منا تتزوج الزوجين والثلاثة والأربعة ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها من يكون زوجها ؟ ، قال : " يا أم سلمة إنها تخير فتختار أحسنهم خلقا فتقول : أي رب إن هذا كان أحسنهم معي خلقا في دار الدنيا فزوجنيه ، يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية