الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            13189 وعن الحارث بن عبد الرحمن قال : بينا أنا جالس مع أبي سلمة بن عبد الرحمن ، إذ طلع علينا رجل من بني غفار ابن لعبد الله بن طهفة ، فقال أبو سلمة : ألا تخبرنا خبر أبيك ؟ فقال عبد الله بن طهفة : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا كثر الضيف عنده قال : " لينقلب كل رجل بضيفه " . حتى إذا كان ذات ليلة ، اجتمع ضيفان كثير ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لينقلب كل رجل مع جليسه " . قال : فكنت فيمن انقلب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما دخل قال : " يا عائشة هل من شيء ؟ " . قالت : نعم ، حويسة اتخذتها لإفطارك . قال : فجاءت بها في قعيبة لها ، فتناول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها قليلا فأكله ثم قال : " كلوا بسم الله " . فأكلنا منها ، حتى ما ننظر إليها . ثم قال : " هل عندك من شراب ؟ " . قالت : نعم ، لبينة كنت اتخذتها لك . قال : " هلميها " . قال : فجاءت بها ، فتناولها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرفعها إلى فيه ، فشرب قليلا ثم قال : " اشربوا باسم الله " . فشربنا حتى والله ما ننظر إليها . ثم خرجنا ، فأتيت المسجد ، فاضطجعت على وجهي ، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غفلة ، فجعل يوقظ الناس للصلاة ، وكان إذا خرج يوقظ الناس للصلاة ، فمر بي وأنا على وجهي فقال : " من هذا ؟ " . فقلت : عبد الله بن طهفة . فقال : " إن هذه ضجعة يكرهها الله " . قلت : رواه أبو داود عن طهفة باختصار ، والنسائي ، عن طهفة وغيره ، ولم يسم غير طهفة ، ولم أجد أحدا رواه ، عن ابن طهفة ، والله أعلم . رواه أحمد ، وابن عبد الله بن طهفة لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية