الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            13902 وعن ابن عباس قال : أقبلت اليهود إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : يا أبا القاسم ، إنا نسألك عن خمسة أشياء ، فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك ، فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قالوا : ( الله على ما نقول وكيل ) قال : " هاتوا " ، [ قالوا : أخبرنا عن علامة النبي ؟ قال : " تنام عيناه ولا ينام قلبه " ] قالوا : خبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر ؟ قال : " يلتقي الماآن ، فإذا [ ص: 242 ] علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت ، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت " ، قالوا : أخبرنا ما حرم إسرائيل على نفسه ؟ قال : " كان يشتكي عرق النسا ، فلم يجد شيئا يلائمه إلا ألبان كذا وكذا - قال بعضهم : يعني الإبل - فحرم لحومها " ، قالوا : صدقت ، قالوا : أخبرنا ما هذا الرعد ؟ قال : " ملك من ملائكة الله عز وجل موكل بالسحاب ، بيده ، أو في يده مخراق من نار يزجر به السحاب ، يسوقه حيث أمره الله عز وجل " ، قالوا : فما هذا الصوت الذي نسمع ؟ قال : " صوته " ، قالوا : صدقت إنما بقيت واحدة ، إنما نبايعك إن أخبرتنا [ بها ف ] أنه ليس من نبي إلا له من يأتيه بالخبر ، فأخبرنا عن صاحبك ؟ قال : " جبريل عليه السلام " ، قالوا : جبريل ! ذلك الذي ينزل بالعذاب والحرب والقتال وهو عدونا ، لو قلت : ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر لكان ، فأنزل الله عز وجل : ( قل من كان عدوا لجبريل ) الآية .

                                                                                            13903 وفي رواية : كلما أخبرهم بشيء فصدقوه قال : " اللهم اشهد " ، وقال فيها : " أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى ، هل تعلمون أن هذا النبي الأمي تنام عيناه ولا ينام قلبه ؟ " ، قالوا : اللهم نعم ، وقال أيضا : " فإن وليي جبريل ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه "
                                                                                            ، قلت : رواه الترمذي باختصار ، رواه أحمد والطبراني ورجالهما ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية