8 - 29 - باب الخطبة قبل التروية .
5535 عن
محمد بن عبد الله الثقفي قال :
nindex.php?page=treesubj&link=3713_3712شهدت خطبة ابن الزبير بالموسم قال : ما شعرنا حتى خرج - علينا قبل يوم التروية بيوم ، وهو محرم - رجل كهيئة كهل جميل ، فأقبل فقالوا : هذا - يا أمير المؤمنين - فرقي المنبر وعليه ثوبان أبيضان ، ثم سلم عليهم فردوا عليه السلام ثم لبى بأحسن تلبية سمعتها قط ، ثم حمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ، فإنكم جئتم من آفاق شتى وفودا على الله تعالى فحق على الله أن يكرم وفده ، فمن جاء يطلب ما عند الله فإن طالب الله لا يخيب ، فصدقوا قولكم بفعل ، فإن ملاك القول الفعل والنية النية القلوب ، الله الله في أيامكم هذه فإنها أيام يغفر فيها الذنوب ، جئتم من آفاق شتى في غير تجارة ولا طلب مال ولا دنيا ترجون هاهنا . ثم لبى ولبى الناس وتكلم بكلام كثير . ثم قال : أما بعد فإن الله عز وجل قال في كتابه :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=197الحج أشهر معلومات قال : وهي ثلاثة أشهر : شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة ( فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ) لا جماع ( ولا فسوق ) لا سباب ( ولا جدال ) لا مراء ( وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ) . وقال عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198لا جناح عليكم ( أن تبتغوا فضلا من ربكم ) فأحل لهم التجارة . ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198فإذا أفضتم من عرفات ، وهو الموقف الذي يقفون عنده حتى تغيب الشمس ، ثم يفيضون منه :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198فاذكروا الله عند المشعر الحرام قال : وهي الجبال التي يقفون عند
المزدلفة فاذكروه كما هداكم قال : ليس هذا يوم ، هذا لأهل البلد كانوا يفيضون من جمع ، ويفيض الناس من
عرفات ، فأبى الله لهم ذلك فأنزل :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=199ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس إلى ( مناسككم ) . قالوا : وكانوا إذا فرغوا من حجتهم تفاخروا بالآباء ، فأنزل الله عز وجل بعام :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=200فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=201ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار قال : يعملون في دنياهم لآخرتهم زمتهم ودنياهم . قال : ثم قرأ حتى بلغ
[ ص: 250 ] nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=203واذكروا الله في أيام معدودات ، قال : وهي أيام التشريق فذكر الله فيهن بتسبيح وتحميد وتهليل وتكبير وتمجيد . قال : ثم ذكر مهل الناس . قال : مهل أهل
المدينة من
ذي الحليفة ، ومهل أهل
العراق من
العقيق ، ومهل أهل
نجد وأهل
الطائف من
قرن ، وأهل
اليمن من
يلملم . قال : ثم دعا على كفرة أهل الكتاب فقال : اللهم عذب كفرة أهل الكتاب الذين يجحدون بآياتك ويكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك اللهم عذبهم ، واجعل قلوبهم قلوب نساء فواجر - في دعاء كثير - ثم قال : إن هاهنا رجالا قد أعمى الله قلوبهم كما أعمى أبصارهم يفتون بالمتعة بأن يقدم الرجل من
خراسان مهلا بالحج حتى إذا قدم قالوا : أحل من حجك بعمرة ثم أهل بحج من هاهنا والله ما كانت المتعة إلا لمحصر ، ثم لبى ولبى الناس ، فما رأيت يوما قط كان أكثر باكيا من يومئذ .
رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الكبير ، وفيه
سعيد بن المرزبان ، وقد وثق ، وفيه كلام كثير ، وفيه غيره ممن لم أعرفه .
8 - 29 - بَابُ الْخُطْبَةِ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ .
5535 عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=3713_3712شَهِدْتُ خُطْبَةَ ابْنِ الزُّبَيْرِ بِالْمَوْسِمِ قَالَ : مَا شَعَرْنَا حَتَّى خَرَجَ - عَلَيْنَا قَبْلَ يَوْمِ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمٍ ، وَهُوَ مُحْرِمٌ - رَجُلٌ كَهَيْئَةِ كَهْلٍ جَمِيلٍ ، فَأَقْبَلَ فَقَالُوا : هَذَا - يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - فَرَقِيَ الْمِنْبَرَ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَبْيَضَانِ ، ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ فَرَدُّوا عَلَيْهِ السَّلَامَ ثُمَّ لَبَّى بِأَحْسَنِ تَلْبِيَةٍ سَمِعْتُهَا قَطُّ ، ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّكُمْ جِئْتُمْ مِنْ آفَاقٍ شَتَّى وُفُودًا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى فَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكْرِمَ وَفْدَهُ ، فَمَنْ جَاءَ يَطْلُبُ مَا عِنْدَ اللَّهِ فَإِنَّ طَالِبَ اللَّهِ لَا يَخِيبُ ، فَصَدِّقُوا قَوْلَكُمْ بِفِعْلٍ ، فَإِنَّ مِلَاكَ الْقَوْلِ الْفِعْلُ وَالنِّيَّةَ النِّيَّةَ الْقُلُوبَ ، اللَّهَ اللَّهَ فِي أَيَّامِكُمْ هَذِهِ فَإِنَّهَا أَيَّامٌ يُغْفَرُ فِيهَا الذُّنُوبُ ، جِئْتُمْ مِنْ آفَاقٍ شَتَّى فِي غَيْرِ تِجَارَةٍ وَلَا طَلَبِ مَالٍ وَلَا دُنْيَا تَرْجُونَ هَاهُنَا . ثُمَّ لَبَّى وَلَبَّى النَّاسُ وَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ كَثِيرٍ . ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ فِي كِتَابِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=197الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ قَالَ : وَهِيَ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ : شَوَّالٌ وَذُو الْقَعْدَةِ وَعَشْرٌ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ ( فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ ) لَا جِمَاعَ ( وَلَا فُسُوقَ ) لَا سِبَابَ ( وَلَا جِدَالَ ) لَا مِرَاءَ ( وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ) . وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198لَا جُنَاحٌ عَلَيْكُمْ ( أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ ) فَأَحَلَّ لَهُمُ التِّجَارَةَ . ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ ، وَهُوَ الْمَوْقِفُ الَّذِي يَقِفُونَ عِنْدَهُ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ ، ثُمَّ يُفِيضُونَ مِنْهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ قَالَ : وَهِيَ الْجِبَالُ الَّتِي يَقِفُونَ عِنْدَ
الْمُزْدَلِفَةَ فَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ قَالَ : لَيْسَ هَذَا يَوْمُ ، هَذَا لِأَهْلِ الْبَلَدِ كَانُوا يُفِيضُونَ مِنْ جَمْعٍ ، وَيُفِيضُ النَّاسُ مِنْ
عَرَفَاتٍ ، فَأَبَى اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ فَأَنْزَلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=199ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ إِلَى ( مَنَاسِكِكُمْ ) . قَالُوا : وَكَانُوا إِذَا فَرَغُوا مِنْ حَجَّتِهِمْ تَفَاخَرُوا بِالْآبَاءِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَامٍّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=200فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=201وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ قَالَ : يَعْمَلُونَ فِي دُنْيَاهُمْ لِآخِرَتِهِمْ زِمَّتَهُمْ وَدُنْيَاهُمْ . قَالَ : ثُمَّ قَرَأَ حَتَّى بَلَغَ
[ ص: 250 ] nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=203وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ، قَالَ : وَهِيَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ فَذِكْرُ اللَّهِ فِيهِنَّ بِتَسْبِيحٍ وَتَحْمِيدٍ وَتَهْلِيلٍ وَتَكْبِيرٍ وَتَمْجِيدٍ . قَالَ : ثُمَّ ذَكَرَ مَهَلَّ النَّاسِ . قَالَ : مَهَلُّ أَهْلِ
الْمَدِينَةِ مِنْ
ذِي الْحُلَيْفَةِ ، وَمَهَلُّ أَهْلِ
الْعِرَاقِ مِنَ
الْعَقِيقِ ، وَمَهَلُّ أَهْلِ
نَجْدٍ وَأَهْلِ
الطَّائِفِ مِنْ
قَرْنٍ ، وَأَهْلِ
الْيَمَنِ مَنْ
يَلَمْلَمَ . قَالَ : ثُمَّ دَعَا عَلَى كَفَرَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ عَذِّبْ كَفَرَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِينَ يَجْحَدُونَ بِآيَاتِكَ وَيُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ اللَّهُمَّ عَذِّبْهُمْ ، وَاجْعَلْ قُلُوبَهُمْ قُلُوبَ نِسَاءٍ فَوَاجِرَ - فِي دُعَاءٍ كَثِيرٍ - ثُمَّ قَالَ : إِنَّ هَاهُنَا رِجَالًا قَدْ أَعْمَى اللَّهُ قُلُوبَهُمْ كَمَا أَعْمَى أَبْصَارَهُمْ يُفْتُونَ بِالْمُتْعَةِ بِأَنْ يَقْدِمَ الرَّجُلُ مِنْ
خُرَاسَانَ مُهِلًّا بِالْحَجِّ حَتَّى إِذَا قَدِمَ قَالُوا : أَحِلَّ مِنْ حَجِّكَ بِعُمْرَةٍ ثُمَّ أَهِلَّ بِحَجٍّ مِنْ هَاهُنَا وَاللَّهِ مَا كَانَتِ الْمُتْعَةُ إِلَّا لِمُحْصَرٍ ، ثُمَّ لَبَّى وَلَبَّى النَّاسُ ، فَمَا رَأَيْتُ يَوْمًا قَطُّ كَانَ أَكْثَرَ بَاكِيًا مِنْ يَوْمِئِذٍ .
رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ ، وَفِيهِ
سَعِيدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ ، وَقَدْ وُثِّقَ ، وَفِيهِ كَلَامٌ كَثِيرٌ ، وَفِيهِ غَيْرُهُ مِمَّنْ لَمْ أَعْرِفْهُ .