[ ص: 357 ]    4 - باب الصوم والفطر في السفر  
أخبرنا  أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ  في كتابه ، أخبرنا  الحسين بن المبارك بن عبد الجبار  ، أخبرنا  المحاملي  ، أخبرنا  علي بن عمر  ، حدثنا   أبو محمد الحسن بن رشيق المعدل  ، حدثنا  أحمد بن داود بن سليمان الحضرمي  ، حدثنا  مسعود بن سهل أبو سهل الأسود  ، حدثنا   أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي  ، حدثنا   عبد العزيز بن محمد الدراوردي  ، عن   جعفر بن محمد  ، عن أبيه ، عن  جابر     : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  صام في سفره عام الفتح حتى بلغ  كراع الغميم ،   وأمر الناس بالإفطار ، فقيل له : الناس صاموا حين رأوك قد صمت . فدعا بإناء فيه ماء عند العصر ، فوضعه على يده حتى رآه الناس فشرب     .  
اختلف أهل العلم في  الصوم والإفطار في السفر      .  
 [ ص: 358 ] فذهب أكثرهم إلى أنه مخير : إن شاء صام ، وإن شاء أفطر ؛ ذكره   أنس بن مالك  ،  وأبو سعيد  عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وبه قال   ابن عباس  ،   وسعيد بن المسيب  ،  وعطاء  ،  والحسن  ،   وسعيد بن جبير  ،   وإبراهيم النخعي  ،  ومجاهد  ،   والأوزاعي  ،  وأهل الشام   ،   والليث بن سعد  ، وروينا  عن  عمر  أنه قال :  إن صام في السفر قضى في الحضر      .  
وعن   ابن عباس  رواية أخرى : أنه لا يجزئه .  
وقال   عبد الرحمن بن عوف     : الصائم في السفر كالمفطر في الحضر     .  
وذهب جماعة إلى أن الجواز منسوخ ، وتمسكوا في ذلك بظواهر .  
أخبرنا  عبد المنعم بن عبد الله بن محمد ،  أخبرنا  عبد الغفار بن محمد التاجر ،  أخبرنا  أحمد بن الحسن القاضي ،  أخبرنا  محمد بن يعقوب ،  أخبرنا  الربيع ،  أخبرنا   الشافعي ،  أخبرنا  مالك ،  عن   الزهري ،  عن   عبيد الله بن عبد الله ،  عن   ابن عباس     : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  خرج عام الفتح في رمضان ،  فصام حتى بلغ  الكديد ،   ثم أفطر فأفطر الناس معه      .  
 [ ص: 359 ] وكانوا يأخذون بالأحدث فالأحدث من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .  
قرأت على  محمد بن عمر بن أحمد المديني ،  أخبرك  الحسن بن أحمد ،  أخبرنا  أحمد بن عبد الله ،  أخبرنا   أبو أحمد محمد بن أحمد العبدي ،  أخبرنا  عبد الله بن محمد ،  أخبرنا   إسحاق الحنظلي ،  أخبرنا  عبد الرزاق ،  عن  معمر  عن   الزهري ،  قال :  ارتحل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من العمرة بعد ثلاث ، ثم غزا فتح  مكة      .  
قال   الزهري     : فأخبرني   عبيد الله بن عبد الله  ، عن   ابن عباس     :  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج من رمضان ، فصام وصام الناس معه ، وذلك على رأس ثمان سنين ونصف من مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  المدينة ،   ثم سار ومن معه من المسلمين حتى إذا كان  بالكديد      - وهو بين  عسفان   وقديد      - أفطر وأفطر من معه من المسلمين ، ثم لم يصم بقية رمضان     .  
قال   الزهري     : وكان الفطر آخرهما ، إنما يؤخذ بالآخر فالآخر من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .  
وقال   الزهري     : فصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  مكة   لبضع عشر خلت من شهر رمضان .  
				
						
						
