المسألة الثانية
[ صلاة الشخص خلف الصف وحده ]
أجمع العلماء على أن الصف الأول مرغب فيه ، وكذلك تراص الصفوف وتسويتها لثبوت الأمر بذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واختلفوا إذا صلى إنسان خلف الصف وحده ، فالجمهور على أن صلاته تجزئ .
وقال أحمد ، وأبو ثور ، وجماعة : صلاته فاسدة .
وسبب اختلافهم : اختلافهم في تصحيح حديث وابصة ومخالفة العمل له ، وحديث وابصة هو أنه قال - عليه الصلاة والسلام - " لا صلاة لقائم خلف الصف " وكان الشافعي يرى أن هذا يعارضه قيام العجوز وحدها خلف الصف في حديث أنس .
وكان أحمد يقول : ليس في ذلك حجة ; لأن سنة النساء هي القيام [ ص: 127 ] خلف الرجال . وكان أحمد كما قلنا يصحح حديث وابصة .
وقال غيره : هو مضطرب الإسناد لا تقوم به حجة ، واحتج الجمهور بحديث أبي بكرة أنه ركع دون الصف فلم يأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالإعادة ، وقال له " زادك الله حرصا ولا تعد " ولو حمل هذا على الندب لم يكن تعارض : ( أعني : بين حديث وابصة وحديث أبي بكرة ) .


