[ ص: 406 ] المسألة الخامسة  
حيث قلنا إن الكتاب دال على السنة ، وإن  السنة إنما جاءت مبينة   له ; فذلك بالنسبة إلى الأمر والنهي والإذن أو ما يقتضي ذلك ، وبالجملة ما يتعلق بأفعال المكلفين من جهة التكليف ، وأما ما خرج عن ذلك من الأخبار عما كان أو ما يكون مما لا يتعلق به أمر ولا نهي ولا إذن فعلى ضربين : أحدهما أن يقع في السنة موقع التفسير للقرآن ; فهذا لا نظر في أنه بيان له ; كما في قوله تعالى :  وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة      [ البقرة : 58 ] قال : دخلوا يزحفون على أوراكهم .  
وفي قوله :  فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم      [ البقرة : 59 ] قال : قالوا : حبة في شعرة .  
وفي قوله :  وكذلك جعلناكم أمة وسطا   الآية [ البقرة : 143 ] ; قال :  يدعى  نوح   فيقال : هل بلغت ؟ فيقول : نعم فيدعى قومه فيقال : هل بلغكم ؟ فيقولون : ما أتانا من نذير ، وما أتانا من أحد فيقال من شهودك ؟ فيقول :  محمد   وأمته قال : فيؤتى بكم تشهدون أنه قد بلغ ; فذلك قول الله :      [ ص: 407 ] وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا      [ البقرة : 143 ] وفي قوله :  كنتم خير أمة أخرجت للناس      [ آل عمران : 110 ] قال  إنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله     .  
 [ ص: 408 ] وفي قوله :  بل أحياء عند ربهم يرزقون      [ آل عمران : 169 ]  إن أرواحهم في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت وتأوي إلى قناديل معلقة بالعرش  إلى آخر الحديث      [ ص: 409 ] وقال :  ثلاث إذا خرجن  لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل   الآية [ الأنعام : 158 ] : الدجال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها  وفي قوله :  وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم   الآية [ الأعراف : 172 ] قال :  لما خلق الله  آدم   مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة ، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصا من نور ، ثم عرضهم على  آدم   ، فقال : أي رب ! من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء ذريتك  الحديث      [ ص: 410 ] وفي قوله :  لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد      [ هود : 80 ]  قال : يرحم الله  لوطا   ، كان يأوي إلى ركن شديد ; فما بعث الله من بعده نبيا إلا في ذروة من قومه   [ ص: 411 ] وقال :  الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني   [ ص: 412 ] وفي رواية :  ما أنزل الله في التوراة والإنجيل مثل أم القرآن ، وهي السبع المثاني     .  
وسأله  اليهود   عن قول الله تعالى :  ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات      [ الإسراء : 101 ] ففسرها لهم      [ ص: 413 ]  [ ص: 414 ] وحديث  موسى   مع  الخضر  ثابت صحيح .  
وفي قوله تعالى :  فقال إني سقيم      [ الصافات : 89 ] قال :  لم يكذب  إبراهيم   في شيء قط إلا في ثلاث : قوله إني سقيم  الحديث      [ ص: 415 ] وقال :  إنكم محشورون إلى الله غرلا ثم قرأ :  كما بدأنا أول خلق نعيده   الآية [ الأنبياء : 104 ] وفي قوله :  إن زلزلة الساعة شيء عظيم      [ الحج : 1 ] قال :  ذلك يوم يقول الله  لآدم      : ابعث بعث النار  الحديث      [ ص: 416 ] وقال : إنما سمي البيت العتيق لأنه لم يظهر عليه جبار      [ ص: 417 ] وأمثلة هذا الضربكثيرة .  
				
						
						
