بسم الله الرحمن الرحيم
آ. (1) قوله : ألم نشرح : الاستفهام إذا دخل على النفي قرره، فصار المعنى: قد شرحنا، ولذلك عطف عليه الماضي. ومثله ألم نربك فينا وليدا ولبثت . والعامة على جزم الحاء بـ "لم" وقرأ بفتحها. وقال أبو جعفر : "وقالوا: لعلة بين الحاء وأشبعها في مخرجها، فظن السامع أنه فتحها" وقال الزمخشري : "إن الأصل: ألم نشرحن" بالنون الخفيفة، ثم أبدلها ألفا، ثم حذفها تخفيفا، كما أنشد ابن عطية أبو زيد:
4597 - من أي يومي من الموت أفر أيوم لم يقدر أم يوم قدر
[ ص: 44 ] بفتح راء "لم يقدر"، وكقوله: 4598 - اضرب عنك الهموم طارقها ضربك بالسيف قونس الفرس
بفتح باء "اضرب" انتهى. وهذا مبني على جواز توكيد المجزوم بـ "لم"، وهو قليل جدا، كقوله:
4599 - يحسبه الجاهل ما لم يعلما شيخا على كرسيه معمما
فتتركب هذه القراءة من ثلاثة أصول كلها ضعيفة; لأن توكيد المجزوم بـ "لم" ضعيف، وإبدالها ألفا إنما هو الوقف، وإجراء الوصل مجرى الوقف خلاف الأصل، وحذف الألف ضعيف، لأنه خلاف الأصل. وخرجه الشيخ على لغة حكاها اللحياني في "نوادره" عن بعض العرب وهو الجزم بـ "لن" ، والنصب بـ "لم"، عكس المعروف عند الناس، وجعله أحسن مما تقدم. وأنشد قول عائشة بنت الأعجم تمدح المختار وهو القائم بطلب ثأر رضي الله عنهما: [ ص: 45 ] الحسين بن علي
4600 - قد كاد سمك الهدى ينهد قائمه حتى أتيح له المختار فانعمدا
في كل ما هم أمضى رأيه قدما ولم يشاور في إقدامه أحدا
بنصب راء "يشاور" وجعله محتملا للتخريجين.