الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (7) قوله : أن رآه : "أن" مفعول له، أي: لرؤيته نفسه مستغنيا. وتعدى الفعل هنا إلى ضميريه المتصلين; لأن هذا من خواص هذا الباب. قال الزمخشري : "ومعنى الرؤية العلم لو كانت بمعنى الإبصار لامتنع في فعلها الجمع بين الضميرين، و" استغنى "هو المفعول الثاني" . قلت: والمسألة فيها خلاف: ذهب جماعة إلى أن "رأى" البصرية تعطى حكم العلمية، وجعل من ذلك قول عائشة - رضي الله عنها - "لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لنا طعام إلا الأسودان" وأنشد:


                                                                                                                                                                                                                                      4605 - ولقد أراني للرماح دريئة من عن يمين تارة وأمامي

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 58 ] وتقدم تحقيقه. وقرأ قنبل بخلاف عنه "رأه" دون ألف بعد الهمزة وهو مقصور من "رآه" في قراءة العامة، ولا شك أن الحذف في مثله جاء قليلا كقولهم: "أصاب الناس جهد، ولو تر أهل مكة" بحذف لام "ترى" وقول الآخر.


                                                                                                                                                                                                                                      4606 - وصاني العجاج فيما وصني

                                                                                                                                                                                                                                      ... يريد: وصاني ولما روى ابن مجاهد هذه القراءة عن قنبل وقال: "قرأت بها عليه" نسبه فيها إلى الغلط. ولا ينبغي ذلك لأنه إذا ثبتت قراءة ولها وجه وإن كان غيره أشهر منه فلا ينبغي أن يقدم على تغليطه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية