الآية الثالثة والعشرون قوله تعالى : { وكذلك جعلناكم أمة وسطا }
الوسط في اللغة : الخيار ، وهو العدل . وقال بعضهم : هو من وسط الشيء .
، وليس للوسط الذي هو بمعنى ملتقى الطرفين ههنا دخول ; لأن هذه الأمة آخر الأمم ; وإنما أراد به الخيار العدل ، يدل عليه قوله تعالى بعده : { لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا }
فأنبأنا ربنا تعالى بما أنعم به علينا من تفضيله لنا باسم العدالة ، وتوليته خطة الشهادة على جميع الخليقة ، فجعلنا أولا مكانا ، وإن كنا آخرا زمانا ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : { } . نحن الآخرون السابقون
وهذا دليل على أنه لا يشهد إلا العدول ، ولا ينفذ على الغير قول الغير إلا أن يكون عدلا ، وذلك فيما يأتي بعد إن شاء الله تعالى .