الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              792 826 - حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا غيلان بن جرير، عن مطرف قال: صليت أنا وعمران صلاة خلف علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، فكان إذا سجد كبر، وإذا رفع كبر، وإذا نهض من الركعتين كبر، فلما سلم أخذ عمران بيدي فقال: لقد صلى بنا هذا صلاة محمد - صلى الله عليه وسلم -. أو قال: لقد ذكرني هذا صلاة محمد - صلى الله عليه وسلم -. [انظر: 784 - مسلم: 393 - فتح: 2 \ 303]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              هذا الأثر أخرجه ابن أبي شيبة، عن عبد الوهاب الثقفي، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار أن ابن الزبير كان يكبر لنهضته .

                                                                                                                                                                                                                              ثم ذكر البخاري بعده حديثين:

                                                                                                                                                                                                                              أحدهما:

                                                                                                                                                                                                                              حديث سعيد بن الحارث قال: صلى لنا أبو سعيد فجهر بالتكبير حين رفع رأسه من السجود، وحين سجد، وحين رفع، وحين قام من الركعتين، وقال: هكذا رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم -.

                                                                                                                                                                                                                              وهو من أفراده عن أصحاب الكتب، وطوله الإسماعيلي وفيه: اشتكى أبو هريرة أو غاب، فصلى أبو سعيد. الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 253 ] وذكر الحميدي في "جمعه" أن البرقاني خرجه في "صحيحه" بلفظ: إن الناس قد اختلفوا في صلاتك .

                                                                                                                                                                                                                              وفي سياق القصة دلالة أن أبا هريرة كان يصلي خلاف هذه الصلاة، وينظر روايته السالفة في باب إتمام التكبير: كان يصلي بهم ويكبر كلما خفض ورفع . فإنها مخالفة لذلك.

                                                                                                                                                                                                                              الحديث الثاني: حديث عمران.

                                                                                                                                                                                                                              وقد سلف في باب إتمام التكبير في الركوع ، وأن مذاهب أكثر العلماء أن التكبير في القيام من الركعتين مع قيامه كسائر تكبير الصلاة، التكبير في حال الخفض والرفع على ما جاء في حديث هذا الباب، واختلف فيه قول مالك، فروى ابن وهب عنه أنه قال: إن كبر بعد استوائه فهو أحب إلي، وإن كبر في نهوضه بعد ما يفارق الأرض فهو في سعة.

                                                                                                                                                                                                                              وذكر في "الموطأ" عن أبي هريرة وجابر وابن عمر أنهم كانوا يكبرون في حال قيامهم . وقال في "المدونة": لا يكبر حتى يستوي قائما ، ويحتمل أن يكون وجه هذه الرواية إجماعهم على أن تكبير افتتاح الصلاة هو بعد القيام فشبه القيام إلى الثنتين الباقيتين بالقيام في أول الصلاة والله أعلم إذ كان فرض الصلاة ركعتين ركعتين ثم زيد فيها ركعتان، فجعل افتتاح الركعتين المزيدتين كافتتاح المزيدة عليهما، وقوله الذي وافق فيه الجماعة أولى، وهو الذي تشهد له الآثار.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية