الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            36 - 49 - 1 - باب قدوم وفد الجن وطاعتهم له - صلى الله عليه وسلم .

                                                                                            14143 عن عبد الله بن مسعود قال : بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة وهو في نفر من أصحابه إذ قال : " ليقم معي رجل منكم ، ولا يقومن معي رجل في قلبه من الغش مثقال ذرة " . قال : فقمت معه فأخذت الإداوة ولا أحسبها إلا ماء ، فخرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذ كنا بأعلى مكة رأيت أسودة مجتمعة قال : فخط لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطا ثم قال : " قم ههنا حتى آتيك " . فقمت ومضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم فرأيتهم يثورون إليه . قال : فسمر معهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلا طويلا ، حتى جاءني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لي : " ما زلت قائما يا ابن مسعود ؟ " . قلت له : يا رسول الله ، أولم تقل لي : قم حتى آتيك ؟ قال : ثم قال لي : " هل معك من وضوء ؟ " . قال : فقلت : نعم . قال : ففتحت الإداوة فإذا هو نبيذ . قال : فقلت له : يا رسول الله ، والله لقد أخذت الإداوة ولا أحسبها إلا ماء فإذا هو نبيذ . قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ثمرة طيبة وماء طهور " . قال : ثم توضأ منها . فلما قام يصلي أدركه شخصان منهم ، فقالا : يا رسول الله ، إنا نحب أن تؤمنا في صلاتنا ، قال : فصفهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلفه ثم صلى بنا ، فلما انصرف قلت : يا رسول الله ، من هؤلاء ؟ قال : " هؤلاء جن نصيبين ، جاءوني يختصمون في أمور كانت بينهم ، وقد سألوني الزاد فزودتهم " . قال : فقلت له : وهل عندك يا رسول الله شيء تزودهم إياه ؟ قال : " قد زودتهم الرجعة وما وجدوا من روث وجدوه شعيرا ، وما وجدوا من عظم [ ص: 314 ] وجدوه كاسيا " . قال : فعند ذلك نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أن يستطاب بالعظم والروث . قلت : رواه أبو داود وغيره باختصار . ورواه أحمد ، وفيه أبو زيد مولى عمرو بن حريث وهو مجهول .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية