الباب السادس
في
nindex.php?page=treesubj&link=29682الأسماء الواقعة بحسب الصفات السلبية
واعلم أن القرآن مملوء منه وطريق الضبط فيه أن يقال : ذلك السلب إما أن يكون عائدا إلى الذات ، أو إلى الصفات ، أو إلى الأفعال ، أما السلوب العائدة إلى الذات فهي قولنا إنه تعالى ليس كذا ولا كذا ، كقولنا : إنه ليس جوهرا ولا جسما ولا في المكان ولا في الحيز ولا حالا ولا محلا ، واعلم أنا قد دللنا على أن ذاته مخالفة لسائر الذوات والصفات لعين ذاته المخصوصة ، لكن أنواع الذوات والصفات المغايرة لذاته غير متناهية ، فلا جرم يحصل ههنا سلوب غير متناهية ، ومن جملتها قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38والله الغني وأنتم الفقراء ) [ محمد : 38 ] وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=133وربك الغني ذو الرحمة ) [ الأنعام : 133 ] لأن كونه غنيا أنه لا يحتاج في ذاته ولا في صفاته الحقيقية ولا في صفاته السلبية إلى شيء غيره ، ومنه أيضا قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=3لم يلد ولم يولد ) [ الإخلاص : 3 ] ، وأما السلوب العائدة إلى الصفات
nindex.php?page=treesubj&link=29682فكل صفة تكون من صفات النقائص فإنه يجب تنزيه الله تعالى عنها ، فمنها ما يكون من باب أضداد العلم ومنها ما يكون من باب أضداد القدرة ، ومنها ما يكون من باب أضداد الاستغناء ، ومنها ما يكون من باب أضداد الوحدة ، ومنها ما يكون من باب أضداد العلم فأقسام :
أحدها : نفي النوم ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=255لا تأخذه سنة ولا نوم ) [ البقرة : 255 ] .
وثانيها : نفي النسيان ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=64وما كان ربك نسيا ) [ مريم : 64 ] .
وثالثها : نفي الجهل ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=3لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ) [ سبأ : 3 ] .
ورابعها : أن علمه ببعض المعلومات لا يمنعه عن العلم بغيره فإنه تعالى لا يشغله شأن عن شأن .
وأما
nindex.php?page=treesubj&link=29682السلوب العائدة إلى صفة القدرة فأقسام :
أحدها : أنه منزه في أفعاله عن التعب والنصب ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=38وما مسنا من لغوب ) [ ق : 38 ] .
وثانيها : أن لا يحتاج في فعله إلى الآلات والأدوات وتقدم المادة والمدة ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=40إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ) [ النحل : 40 ] .
وثالثها : أنه لا تفاوت في قدرته بين فعل الكثير والقليل ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=77وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب ) [ النحل : 77 ] .
ورابعها : نفي انتهاء القدرة وحصول الفقر ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=181لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء ) [ آل عمران : 181 ] .
وأما
nindex.php?page=treesubj&link=29682السلوب العائدة إلى صفة الاستغناء فكقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14وهو يطعم ولا يطعم ) [ الأنعام : 14 ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88وهو يجير ولا يجار عليه ) [ المؤمنون : 88 ] .
وأما
nindex.php?page=treesubj&link=29682السلوب العائدة إلى صفة الوحدة - وهو مثل نفي الشركاء والأضداد والأنداد - فالقرآن مملوء منه .
وأما السلوب العائدة إلى الأفعال - وهو أنه لا يفعل كذا وكذا - فالقرآن مملوء منه .
أحدها : أنه لا يخلق الباطل ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=27وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا ) [ ص : 27 ] ، وقال تعالى حكاية عن المؤمنين (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا ) [ آل عمران : 191 ] .
وثانيها : أنه لا يخلق اللعب ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=38وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=39ما خلقناهما إلا بالحق ) .
وثالثها : لا يخلق العبث ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=115أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=116فتعالى الله الملك الحق ) [ المؤمنون : 115 ] .
ورابعها : أنه لا يرضى بالكفر قال تعالى :
[ ص: 118 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=7ولا يرضى لعباده الكفر ) [ الزمر : 7 ] .
وخامسها : أنه لا يريد الظلم ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=31وما الله يريد ظلما للعباد ) [ غافر : 31 ] .
وسادسها : أنه لا يحب الفساد ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=205والله لا يحب الفساد ) [ البقرة : 205 ] .
وسابعها : أنه لا يعاقب من غير سابقة جرم ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=147ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم ) [ النساء : 147 ] .
وثامنها : أنه لا ينتفع بطاعات المطيعين ولا يتضرر بمعاصي المذنبين ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=7إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها ) [ الإسراء : 7 ] .
وتاسعها : أنه ليس لأحد عليه اعتراض في أفعاله وأحكامه ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=23لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ) [ الأنبياء : 23 ] ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=107فعال لما يريد ) [ هود : 107 ] .
وعاشرها : أنه لا يخلف وعده ووعيده ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=29ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد ) [ ق : 29 ] .
إذا عرفت هذا الأصل فنقول :
nindex.php?page=treesubj&link=29682أقسام السلوب بحسب الذات وبحسب الصفات وبحسب الأفعال غير متناهية ، فيحصل من هذا الجنس أيضا أقسام غير متناهية من الأسماء ، إذا عرفت هذا الأصل ، فلنذكر بعض الأسماء المناسبة لهذا الباب :
فمنها القدوس والسلام ، ويشبه أن يكون القدوس عبارة عن كون حقيقة ذاته مخالفة للماهيات التي هي نقائص في أنفسها ، والسلام عبارة عن كون تلك الذات غير موصوفة بشيء من صفات النقص ، فالقدوس سلب عائد إلى الذات ، والسلام سلب عائد إلى الصفات .
وثانيها العزيز وهو الذي لا يوجد له نظير .
وثالثها الغفار وهو الذي يسقط العقاب عن المذنبين .
ورابعها الحليم ، وهو الذي لا يعاجل بالعقوبة ، ومع ذلك فإنه لا يمتنع من إيصال الرحمة .
وخامسها الواحد ، ومعناه أنه لا يشاركه أحد في حقيقته المخصوصة ، ولا يشاركه أحد في نظم العالم وتدبير أحوال العرش .
سادسها الغني : ومعناه كونه منزها عن الحاجات والضرورات .
وسابعها الصبور ، والفرق بينه وبين الحليم أن الصبور هو الذي لا يعاقب المسيء مع القدرة عليه ، والحليم هو الذي يكون كذلك مع أنه لا يمنعه من إيصال نعمته إليه ، وقس عليه البواقي والله الهادي .
الْبَابُ السَّادِسُ
فِي
nindex.php?page=treesubj&link=29682الْأَسْمَاءِ الْوَاقِعَةِ بِحَسَبِ الصِّفَاتِ السَّلْبِيَّةِ
وَاعْلَمْ أَنَّ الْقُرْآنَ مَمْلُوءٌ مِنْهُ وَطَرِيقُ الضَّبْطِ فِيهِ أَنْ يُقَالَ : ذَلِكَ السَّلْبُ إِمَّا أَنْ يَكُونَ عَائِدًا إِلَى الذَّاتِ ، أَوْ إِلَى الصِّفَاتِ ، أَوْ إِلَى الْأَفْعَالِ ، أَمَّا السُّلُوبُ الْعَائِدَةُ إِلَى الذَّاتِ فَهِيَ قَوْلُنَا إِنَّهُ تَعَالَى لَيْسَ كَذَا وَلَا كَذَا ، كَقَوْلِنَا : إِنَّهُ لَيْسَ جَوْهَرًا وَلَا جِسْمًا وَلَا فِي الْمَكَانِ وَلَا فِي الْحَيِّزِ وَلَا حَالًّا وَلَا مُحِلًّا ، وَاعْلَمْ أَنَّا قَدْ دَلَّلْنَا عَلَى أَنَّ ذَاتَهُ مُخَالِفَةٌ لِسَائِرِ الذَّوَاتِ وَالصِّفَاتِ لِعَيْنِ ذَاتِهِ الْمَخْصُوصَةِ ، لَكِنَّ أَنْوَاعَ الذَّوَاتِ وَالصِّفَاتِ الْمُغَايِرَةِ لِذَاتِهِ غَيْرُ مُتَنَاهِيَةٍ ، فَلَا جَرَمَ يَحْصُلُ هَهُنَا سُلُوبٌ غَيْرُ مُتَنَاهِيَةٍ ، وَمِنْ جُمْلَتِهَا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ ) [ مُحَمَّدٍ : 38 ] وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=133وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ ) [ الْأَنْعَامِ : 133 ] لِأَنَّ كَوْنَهُ غَنِيًّا أَنَّهُ لَا يَحْتَاجُ فِي ذَاتِهِ وَلَا فِي صِفَاتِهِ الْحَقِيقِيَّةِ وَلَا فِي صِفَاتِهِ السَّلْبِيَّةِ إِلَى شَيْءٍ غَيْرِهِ ، وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=3لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ) [ الْإِخْلَاصِ : 3 ] ، وَأَمَّا السُّلُوبُ الْعَائِدَةُ إِلَى الصِّفَاتِ
nindex.php?page=treesubj&link=29682فَكُلُّ صِفَةٍ تَكُونُ مِنْ صِفَاتِ النَّقَائِصِ فَإِنَّهُ يَجِبُ تَنْزِيهُ اللَّهِ تَعَالَى عَنْهَا ، فَمِنْهَا مَا يَكُونُ مِنْ بَابِ أَضْدَادِ الْعِلْمِ وَمِنْهَا مَا يَكُونُ مِنْ بَابِ أَضْدَادِ الْقُدْرَةِ ، وَمِنْهَا مَا يَكُونُ مِنْ بَابِ أَضْدَادِ الِاسْتِغْنَاءِ ، وَمِنْهَا مَا يَكُونُ مِنْ بَابِ أَضْدَادِ الْوَحْدَةِ ، وَمِنْهَا مَا يَكُونُ مِنْ بَابِ أَضْدَادِ الْعِلْمِ فَأَقْسَامٌ :
أَحَدُهَا : نَفْيُ النَّوْمِ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=255لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ) [ الْبَقَرَةِ : 255 ] .
وَثَانِيهَا : نَفْيُ النِّسْيَانِ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=64وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ) [ مَرْيَمَ : 64 ] .
وَثَالِثُهَا : نَفْيُ الْجَهْلِ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=3لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ) [ سَبَأٍ : 3 ] .
وَرَابِعُهَا : أَنَّ عِلْمَهُ بِبَعْضِ الْمَعْلُومَاتِ لَا يَمْنَعُهُ عَنِ الْعِلْمِ بِغَيْرِهِ فَإِنَّهُ تَعَالَى لَا يَشْغَلُهُ شَأْنٌ عَنْ شَأْنٍ .
وَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=29682السُّلُوبُ الْعَائِدَةُ إِلَى صِفَةِ الْقُدْرَةِ فَأَقْسَامٌ :
أَحَدُهَا : أَنَّهُ مُنَزَّهٌ فِي أَفْعَالِهِ عَنِ التَّعَبِ وَالنَّصَبِ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=38وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ) [ ق : 38 ] .
وَثَانِيهَا : أَنْ لَا يَحْتَاجَ فِي فِعْلِهِ إِلَى الْآلَاتِ وَالْأَدَوَاتِ وَتَقَدُّمِ الْمَادَّةِ وَالْمُدَّةِ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=40إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) [ النَّحْلِ : 40 ] .
وَثَالِثُهَا : أَنَّهُ لَا تَفَاوُتَ فِي قُدْرَتِهِ بَيْنَ فِعْلِ الْكَثِيرِ وَالْقَلِيلِ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=77وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ ) [ النَّحْلِ : 77 ] .
وَرَابِعُهَا : نَفْيُ انْتِهَاءِ الْقُدْرَةِ وَحُصُولِ الْفَقْرِ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=181لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ) [ آلِ عِمْرَانَ : 181 ] .
وَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=29682السُّلُوبُ الْعَائِدَةُ إِلَى صِفَةِ الِاسْتِغْنَاءِ فَكَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ) [ الْأَنْعَامِ : 14 ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ ) [ الْمُؤْمِنُونَ : 88 ] .
وَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=29682السُّلُوبُ الْعَائِدَةُ إِلَى صِفَةِ الْوَحْدَةِ - وَهُوَ مِثْلُ نَفْيِ الشُّرَكَاءِ وَالْأَضْدَادِ وَالْأَنْدَادِ - فَالْقُرْآنُ مَمْلُوءٌ مِنْهُ .
وَأَمَّا السُّلُوبُ الْعَائِدَةُ إِلَى الْأَفْعَالِ - وَهُوَ أَنَّهُ لَا يَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا - فَالْقُرْآنُ مَمْلُوءٌ مِنْهُ .
أَحَدُهَا : أَنَّهُ لَا يَخْلُقُ الْبَاطِلَ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=27وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا ) [ ص : 27 ] ، وَقَالَ تَعَالَى حِكَايَةً عَنِ الْمُؤْمِنِينَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا ) [ آلِ عِمْرَانَ : 191 ] .
وَثَانِيهَا : أَنَّهُ لَا يَخْلُقُ اللَّعِبَ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=38وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=39مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ) .
وَثَالِثُهَا : لَا يَخْلُقُ الْعَبَثَ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=115أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=116فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ) [ الْمُؤْمِنُونَ : 115 ] .
وَرَابِعُهَا : أَنَّهُ لَا يَرْضَى بِالْكُفْرِ قَالَ تَعَالَى :
[ ص: 118 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=7وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ) [ الزُّمَرِ : 7 ] .
وَخَامِسُهَا : أَنَّهُ لَا يُرِيدُ الظُّلْمَ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=31وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ ) [ غَافِرٍ : 31 ] .
وَسَادِسُهَا : أَنَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=205وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) [ الْبَقَرَةِ : 205 ] .
وَسَابِعُهَا : أَنَّهُ لَا يُعَاقِبُ مِنْ غَيْرِ سَابِقَةِ جُرْمٍ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=147مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ ) [ النِّسَاءِ : 147 ] .
وَثَامِنُهَا : أَنَّهُ لَا يَنْتَفِعُ بِطَاعَاتِ الْمُطِيعِينَ وَلَا يَتَضَرَّرُ بِمَعَاصِي الْمُذْنِبِينَ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=7إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ) [ الْإِسْرَاءِ : 7 ] .
وَتَاسِعُهَا : أَنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدٍ عَلَيْهِ اعْتِرَاضٌ فِي أَفْعَالِهِ وَأَحْكَامِهِ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=23لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) [ الْأَنْبِيَاءِ : 23 ] ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=107فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ) [ هُودٍ : 107 ] .
وَعَاشِرُهَا : أَنَّهُ لَا يُخْلِفُ وَعْدَهُ وَوَعِيدَهُ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=29مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) [ ق : 29 ] .
إِذَا عَرَفْتَ هَذَا الْأَصْلَ فَنَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=29682أَقْسَامُ السُّلُوبِ بِحَسَبِ الذَّاتِ وَبِحَسَبِ الصِّفَاتِ وَبِحَسَبِ الْأَفْعَالِ غَيْرُ مُتَنَاهِيَةٍ ، فَيَحْصُلُ مِنْ هَذَا الْجِنْسِ أَيْضًا أَقْسَامٌ غَيْرُ مُتَنَاهِيَةٍ مِنَ الْأَسْمَاءِ ، إِذَا عَرَفْتَ هَذَا الْأَصْلَ ، فَلْنَذْكُرْ بَعْضَ الْأَسْمَاءِ الْمُنَاسِبَةِ لِهَذَا الْبَابِ :
فَمِنْهَا الْقُدُّوسُ وَالسَّلَامُ ، وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الْقُدُّوسُ عِبَارَةً عَنْ كَوْنِ حَقِيقَةِ ذَاتِهِ مُخَالِفَةً لِلْمَاهِيَّاتِ الَّتِي هِيَ نَقَائِصُ فِي أَنْفُسِهَا ، وَالسَّلَامُ عِبَارَةً عَنْ كَوْنِ تِلْكَ الذَّاتِ غَيْرَ مَوْصُوفَةٍ بِشَيْءٍ مِنْ صِفَاتِ النَّقْصِ ، فَالْقُدُّوسُ سَلْبٌ عَائِدٌ إِلَى الذَّاتِ ، وَالسَّلَامُ سَلْبٌ عَائِدٌ إِلَى الصِّفَاتِ .
وَثَانِيهَا الْعَزِيزُ وَهُوَ الَّذِي لَا يُوجَدُ لَهُ نَظِيرٌ .
وَثَالِثُهَا الْغَفَّارُ وَهُوَ الَّذِي يُسْقِطُ الْعِقَابَ عَنِ الْمُذْنِبِينَ .
وَرَابِعُهَا الْحَلِيمُ ، وَهُوَ الَّذِي لَا يُعَاجِلُ بِالْعُقُوبَةِ ، وَمَعَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ لَا يَمْتَنِعُ مِنْ إِيصَالِ الرَّحْمَةِ .
وَخَامِسُهَا الْوَاحِدُ ، وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ لَا يُشَارِكُهُ أَحَدٌ فِي حَقِيقَتِهِ الْمَخْصُوصَةِ ، وَلَا يُشَارِكُهُ أَحَدٌ فِي نُظُمِ الْعَالَمِ وَتَدْبِيرِ أَحْوَالِ الْعَرْشِ .
سَادِسُهَا الْغَنِيُّ : وَمَعْنَاهُ كَوْنُهُ مُنَزَّهًا عَنِ الْحَاجَاتِ وَالضَّرُورَاتِ .
وَسَابِعُهَا الصَّبُورُ ، وَالْفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحَلِيمِ أَنَّ الصَّبُورَ هُوَ الَّذِي لَا يُعَاقِبُ الْمُسِيءَ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ ، وَالْحَلِيمُ هُوَ الَّذِي يَكُونُ كَذَلِكَ مَعَ أَنَّهُ لَا يَمْنَعُهُ مِنْ إِيصَالِ نِعْمَتِهِ إِلَيْهِ ، وَقِسْ عَلَيْهِ الْبَوَاقِيَ وَاللَّهُ الْهَادِي .