المسألة الثانية : اعلم أن هذه الآية آية شريفة مشتملة على أكثر علم أصول الفقه ، وذلك لأن الفقهاء زعموا أن
nindex.php?page=treesubj&link=26502_21370_21616_21700أصول الشريعة أربع : الكتاب والسنة والإجماع والقياس ، وهذه الآية مشتملة على تقرير هذه الأصول الأربعة بهذا الترتيب . أما الكتاب والسنة فقد وقعت الإشارة إليهما بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=59أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) .
فإن قيل : أليس أن طاعة الرسول هي طاعة الله ، فما معنى هذا العطف ؟
قلنا : قال القاضي : الفائدة في ذلك بيان الدلالتين ، فالكتاب يدل على أمر الله ، ثم نعلم منه أمر الرسول لا محالة ، والسنة تدل على أمر الرسول ، ثم نعلم منه أمر الله لا محالة ، فثبت بما ذكرنا أن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=59أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) يدل على وجوب متابعة الكتاب والسنة .
[ ص: 116 ]
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : اعْلَمْ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ آيَةٌ شَرِيفَةٌ مُشْتَمِلَةٌ عَلَى أَكْثَرِ عِلْمِ أُصُولِ الْفِقْهِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْفُقَهَاءَ زَعَمُوا أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=26502_21370_21616_21700أُصُولَ الشَّرِيعَةِ أَرْبَعٌ : الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالْإِجْمَاعُ وَالْقِيَاسُ ، وَهَذِهِ الْآيَةُ مُشْتَمِلَةٌ عَلَى تَقْرِيرِ هَذِهِ الْأُصُولِ الْأَرْبَعَةِ بِهَذَا التَّرْتِيبِ . أَمَّا الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ فَقَدْ وَقَعَتِ الْإِشَارَةُ إِلَيْهِمَا بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=59أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ) .
فَإِنْ قِيلَ : أَلَيْسَ أَنَّ طَاعَةَ الرَّسُولِ هِيَ طَاعَةُ اللَّهِ ، فَمَا مَعْنَى هَذَا الْعَطْفِ ؟
قُلْنَا : قَالَ الْقَاضِي : الْفَائِدَةُ فِي ذَلِكَ بَيَانُ الدَّلَالَتَيْنِ ، فَالْكِتَابُ يَدُلُّ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ ، ثُمَّ نَعْلَمُ مِنْهُ أَمْرَ الرَّسُولِ لَا مَحَالَةَ ، وَالسُّنَّةُ تَدُلُّ عَلَى أَمْرِ الرَّسُولِ ، ثُمَّ نَعْلَمُ مِنْهُ أَمْرَ اللَّهِ لَا مَحَالَةَ ، فَثَبَتَ بِمَا ذَكَرْنَا أَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=59أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ) يَدُلُّ عَلَى وُجُوبِ مُتَابَعَةِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ .
[ ص: 116 ]