الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وأما الألفاظ المخصوصة فهي ثلاثة عشر : أولها إرم ذات العماد في الفجر . ذهب إلى ترقيقها من أجل الكسرة قبلها أبو الحسن بن غلبون ، وأبو الطاهر صاحب العنوان وعبد الجبار صاحب المجتبى ومكي . وبه قرأ الداني على شيخه ابن غلبون ، وذهب الباقون إلى تفخيمها من أجل العجمة ، وهو الذي في التيسير ، والكافي ، والهداية ، والهادي ، والتجريد ، والتلخيصين ، والشاطبية . والوجهان صحيحان من أجل الخلاف في عجمتها . وقد ذكرهما الداني في جامع البيان .

                                                          ثانيها سراعا ، و ذراعا ، وذراعيه ففخمها من أجل العين صاحب العنوان ، وشيخه وطاهر بن غلبون وابن شريح وأبو معشر الطبري . وبه قرأ الداني على أبي الحسن ورققها الآخرون من أجل الكسرة ، وهو الذي في التيسير والتبصرة ، والهداية ، والهادي ، والتجريد ، والشاطبية . وبه

                                                          [ ص: 97 ] قرأ الداني على فارس والخاقاني ، وذكر الوجهين ابن بليمة والداني في الجامع .

                                                          ثالثها افتراء على الله ، و افتراء عليه ، و مراء ففخمها من أجل الهمزة ابن غلبون صاحب التذكرة ، وابن بليمة صاحب تلخيص العبارات ، وأبو معشر صاحب التلخيص ، وبه قرأ الداني على أبي الحسن ورققها الآخرون من أجل الكسرة ، وذكر الداني الوجهين في جامع البيان .

                                                          رابعها لساحران ، و تنتصران ، و طهرا ففخمها من أجل ألف التثنية أبو معشر الطبري وأبو علي بن بليمة ، وأبو الحسن بن غلبون ، وبه قرأ الداني عليه ورققها الآخرون من أجل الكسرة ، والوجهان جميعا في جامع البيان . خامسها وعشيرتكم في التوبة فخمها أبو العباس المهدوي ، وأبو عبد الله بن سفيان ، وصاحب التجريد ، وأبو القاسم خلف بن خاقان ، ونص عليه كذلك إسماعيل النخاس . قال : الداني ، وبذلك قرأت على ابن خاقان ، وكذلك رواه عامة أصحاب أبي جعفر بن هلال عنه .

                                                          قال : وأقرأنيه غيره بالإمالة قياسا على نظائره انتهى . ورققها صاحب العنوان ، وصاحب التذكرة ، وأبو معشر ، وقطع به في التيسير فخرج عن طريقه فيه . والوجهان جميعا في جامع البيان ، والكافي ، والهداية ، والتبصرة ، وتلخيص العبارات ، والشاطبية .

                                                          سابعها وزرك ، ذكرك . في ألم نشرح فخمها مكي ، وصاحب التجريد ، والمهدوي وابن سفيان وأبو الفتح فارس ، وغيرهم من أجل تناسب رءوس الآي . ورققها الآخرون على القياس . والوجهان في التذكرة والتلخيصين ، والكافي . وقال : إن التفخيم فيهما أكثر . وحكى الوجهين في جامع البيان ، وقال : إنه قرأ بالتفخيم على أبي الفتح ، واختار الترقيق .

                                                          " ثامنها " وزر أخرى فخمه مكي وفارس بن أحمد ، وصاحب الهداية ، والهادي ، والتجريد . وبه قرأ الداني على أبي الفتح ، وذكر الوجهين في الجامع . ورققه الآخرون على القياس .

                                                          " تاسعها " إجرامي فخمه صاحب التجريد ، وهو أحد الوجهين في التبصرة ، والكافي ، ورققه الآخرون ومكي وابن شريح في الوجه الآخر ، وقال : إن ترقيقها أكثر .

                                                          [ ص: 98 ] " عاشرها " حذركم فخمه مكي وابن شريح والمهدوي وابن سفيان ، وصاحب التجريد ، وانفرد بتفخيم حذركم ورقق ذلك الآخرون ، وهو القياس .

                                                          " الحادي عشر " منها لعبرة ، و كبره فخمها صاحب التبصرة ، والتجريد ، والهداية ، والهادي ، ورققها الآخرون .

                                                          " الثاني عشر منها " والإشراق . في سورة ص . رققه صاحب العنوان ، وشيخه عبد الجبار من أجل كسر حرف الاستعلاء بعد ، وهو أحد الوجهين في التذكرة ، وتلخيص أبي معشر ، وجامع البيان ، وبه قرأ على ابن غلبون ، وهو قياس ترقيق فرق وفخمه الآخرون ، وبه قرأ الداني على أبي الفتح وابن خاقان . وهو اختياره أيضا ، وهو القياس .

                                                          " الثالث عشر " حصرت صدورهم فخمه وصلا من أجل حرف الاستعلاء بعده صاحب التجريد ، والهداية ، والهادي ، ورققه الآخرون في الحالين ، والوجهان في جامع البيان . قال : ولا خلاف في ترقيقها وقفا انتهى .

                                                          وانفرد صاحب الهداية بتفخيمها أيضا في الوقف في أحد الوجهين . والأصح ترقيقها في الحالين ، ولا اعتبار بوجود حرف الاستعلاء بعد لانفصاله وللإجماع على ترقيق الذكر صفحا . و لينذر قوما ، و المدثر قم فأنذر وعدم تأثير حرف الاستعلاء في ذلك من أجل الانفصال - والله أعلم - .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية