الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2347 ) فصل : وما حرم على المحرم ، لكونه صيد من أجله ، أو دل عليه ، أو أعان عليه ، لم يحرم على الحلال أكله ; لقول علي ، أطعموه حلالا . وقد بينا حمله على أنه صيد من أجلهم ، وحديث الصعب بن جثامة ، حين رد النبي صلى الله عليه وسلم الصيد عليه ، ولم ينهه عن أكله . ولأنه صيد حلال ، فأبيح للحلال أكله ، كما لو صيد لهم . وهل يباح أكله لمحرم آخر ؟ ظاهر الحديث إباحته له ; لقوله : { صيد البر لكم حلال ، ما لم تصيدوه ، أو يصد لكم } . وهو قول عثمان بن عفان رضي الله عنه ; لأنه روي أنه أهدي إليه صيد ، وهو محرم ، فقال لأصحابه : كلوا . ولم يأكل هو ، وقال : إنما صيد من أجلي . ولأنه لم يصد من أجله ، فحل له كما لو صاده الحلال لنفسه .

                                                                                                                                            ويحتمل أن يحرم عليه . وهو ظاهر قول علي ، رضي الله عنه ; لقوله : أطعموه حلالا ، فأنا حرم . ولقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي قتادة : { هل منكم أحد أمره أن يحمل عليها ، أو أشار إليها ؟ قالوا : لا ، قال : فكلوه } . فمفهومه أن إشارة واحد منهم تحرمه عليهم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية