الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2355 ) فصل : وإن انقطعت رائحة الثوب ، لطول الزمن عليه ، أو لكونه صبغ بغيره ، فغلب عليه ، بحيث لا يفوح له رائحة إذا رش فيه الماء ، فلا بأس باستعماله ، لزوال الطيب منه . وبهذا قال سعيد بن المسيب ، والحسن ، والنخعي ، والشافعي ، وأبو ثور ، وأصحاب الرأي . وروي ذلك عن عطاء ، وطاوس . وكره ذلك مالك ، إلا أن يغسل ويذهب لونه ; لأن عين الزعفران ونحوه فيه .

                                                                                                                                            ولنا ، أنه إنما نهي عنه من أجل رائحته ، وقد ذهبت بالكلية . فأما إن لم يكن له رائحة في الحال ، لكن كان بحيث إذا رش فيه ماء فاح ريحه ، ففيه الفدية ; لأنه متطيب ، بطيب ، بدليل أن رائحته تظهر عند رش الماء فيه ، والماء لا رائحة له ، وإنما هي من الصبغ الذي فيه . فأما إن فرش فوق الثوب ثوبا صفيقا يمنع الرائحة والمباشرة ، [ ص: 149 ] فلا فدية عليه بالجلوس والنوم عليه .

                                                                                                                                            وإن كان الحائل بينهما ثياب بدنه ، ففيه الفدية ; لأنه يمنع من استعمال الطيب في الثوب الذي عليه ، كمنعه من استعماله في بدنه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية