الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( وأما الكلمات المخصوصة ) فهي ست : ياأبت ، و هيهات . و مرضات ، ولات ، و اللات ، و ذات بهجة .

                                                          أما ياأبت ، وهي في يوسف . ومريم . والقصص . والصافات . فوقف عليها بالهاء خلافا للرسم : ابن كثير وابن عامر ، وأبو جعفر ويعقوب . ووقف الباقون بالتاء على الرسم وأما هيهات ، وهو الحرفان في المؤمنون فوقف عليها بالهاء . الكسائي والبزي . واختلف عن قنبل

                                                          [ ص: 132 ] ، فروى عنه العراقيون قاطبة الهاء كالبزي ، وهو الذي في الكافي ، والهداية ، والهادي ، والتجريد ، وغيرها . وقطع له بالتاء فيهما صاحب التبصرة ، والتيسير ، والشاطبية ، والعنوان ، والتذكرة ، وتلخيص العبارات ، وغيرها . وبذلك قرأ الباقون .

                                                          إلا أن الخلاف في العنوان والتذكرة ، والتلخيص ، لم يذكر في الأول ، وانفرد صاحب العنوان عن أبي الحارث بالتاء في الثانية كالجماعة وأما مرضات ، وهو أربعة مواضع موضعان في البقرة وموضع في النساء . وموضع في التحريم ولات حين مناص في ص و اللات في النجم و ذات بهجة في النمل . فوقف الكسائي على الأربعة بالهاء هذا هو الصحيح عنه ، وقد اختلف في بعضها في بعض الكتب فلم يذكر في تلخيص العبارات اللات ، و ذات بهجة وخص الدوري عنه في " لات " بالهاء ، وفي التبصرة روى عن الكسائي في غير مرضات الهاء والمشهور عنه التاء ، ولم يذكر في التجريد ذات بهجة ، ولات حين ووقف من قراءته على الفارسي يعني في الروايتين على اللات بالهاء . ولم يذكر أبو العز ، ولا كثير من العراقيين ذات بهجة ، وقطع له في مرضات بالهاء ، وفي التبصرة حكى عن حمزة وحده الوقف فيه بالهاء ، وكذا حكى غيره . وقد ورد الخلاف عنه والصواب التاء قال الداني في الجامع : وهذا هو الصحيح عنه وقول ابن مجاهد في سبعته حمزة وحده يقف على مرضاة بالتاء ، والباقون بالهاء . وقال الداني : يعني ابن مجاهد إن النص لم يرد عنهم بالوقف على ذلك بالتاء إلا عن حمزة ، ومن سواه غير الكسائي . فالنص فيه معدوم عنه إذا كان نافع ، وغيره ممن لا نص فيه عنه يقف على ذلك بالتاء على حال رسمه ، وذكر صاحب الكافي ، وصاحب الهداية الوقف على ذات بهجة ، و " ذات الصدور " وشبهه عن الكسائي بالهاء . والمراد بشبهه ذات بينكم ، و ذات الشوكة ، و ذات اليمين ، و ذات الشمال ، و ذات حمل ، و ذات قرار ، و ذات الحبك ، و ذات ألواح و ذات الأكمام ، و ذات البروج ، و ذات الوقود ، و ذات الرجع ، و ذات الصدع و ذات العماد ، و ذات لهب ووقع ذات الصدور في موضعي آل عمران

                                                          [ ص: 133 ] ، وفي المائدة والأنفال ، وهود ولقمان وفاطر والزمر والشورى والحديد والتغابن والملك . وهو ضعيف لمخالفته الرسم ، ولأن عمل أهل الأداء على غيره وزعم ابن جبارة أن ابن كثير وأبا عمرو والكسائي ويعقوب ، يقفون على ذات الشوكة ، و ذات لهب ، و بذات الصدور بالهاء ففرق بينه وبين أخواته ، ونص عمن لا نص عنه ، ولا أعلمه إلا قاسه على ما كتب بالتاء من المؤنث وليس بصحيح ، بل الصواب الوقف عليه بالتاء للجميع اتباعا للرسم - والله أعلم - .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية