الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( وأما النوع الثاني ) ، وهو أحد أحرف العلة الثلاثة : الياء ، والواو ، والألف فأما الياء فمنه ما حذف لالتقاء الساكنين وما هو لغير ذلك كما يأتي في باب الزوائد فالمحذوفة رسما للساكن على قسمين أحدهما ما حذف لأجل التنوين ، والثاني

                                                          [ ص: 137 ] ما حذف لغيره : فالذي حذف للتنوين ثلاثون حرفا في سبعة وأربعين موضعا باغ ، ولا عاد ، وكلاهما في البقرة والأنعام والنحل و من موص في البقرة و عن تراض في البقرة والنساء ولا حام في المائدة ولات في موضعين في الأنعام والعنكبوت ومن فوقهم غواش و لهم أيد كلاهما في الأعراف و لعال في يونس و أنه ناج في يوسف و هاد في خمسة مواضع اثنان في الرعد ، وكذلك في الزمر ، وآخر في المؤمن و واق في ثلاثة مواضع اثنان في الرعد . وآخر في المؤمن و مستخف في الرعد و من وال فيها و واد في موضعين بواد في إبراهيم و واد في الشعراء وما عند الله باق في النحل و أنت مفتر فيها و ليال في ثلاثة مواضع : مريم والحاقة والفجر و أنت قاض في طه و إلا زان في النور ( وهو جاز ) في لقمان و بكاف في الزمر و معتد في ثلاثة مواضع : ق ونون والمطففين و عليها فان في الرحمن وبين حميم آن فيها و دان فيها أيضا و مهتد في الحديد و ملاق في الحاقة و من راق في القيامة ، وتتمة الثلاثين هار في التوبة ; على أنه مقلوب كما قدمنا في الإمالة فأثبت ابن كثير الياء في أربعة أحرف في عشرة مواضع ، وهي هاد في الخمسة ( و واق ) في الثلاثة ( و وال . و باق ) هذا هو الصحيح عنه .

                                                          وانفرد فارس بن أحمد من قراءته على السامري عن ابن مجاهد عن قنبل بإثبات الياء في موضعين آخرين ، وهما فان في الرحمن ( و راق ) في القيامة . فيما ذكره الداني في جامع البيان . وقد خالف فيهما سائر الناس . وكأن الداني لم يرتضه فإنه لم يعول عليه في التيسير ، ولا في غيره مع أنه أسند رواية قنبل في هذه المؤلفات من هذه الطرق . وانفرد الهذلي في الكامل عن ابن شنبوذ عن قنبل بالوقف بالياء على سائر الباب . وكذا حكاه ابن مجاهد عن قنبل في جامعه ، وانفرد ابن مهران عن يعقوب بإثبات الياء في الجميع وقفا ، ولا أعلمه رواه غيره ، وانفرد الهذلي أيضا عن ابن شنبوذ عن النحاس عن أبي عدي عن ابن سيف كلاهما عن الأزرق

                                                          [ ص: 138 ] عن ورش ، بإثبات الياء في قاض ، وفي باغ مخير فخالف سائر الرواة - والله أعلم - .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية