الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قال أبو محمد : فصح كما ترى الإسناد الثابت : أن هذا المرتد استأذن عمر بن الخطاب ، وخالد بن الوليد في قتله فلم يأذن لهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك ، وأخبر عليه السلام في فوره ذلك : أنه سيأتي من ضئضئه عصابة إن أدركهم قتلهم ، وأنهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، فقد خرج عنه ، ومن خرج عنه بعد كونه فدخوله كدخول السهم في الرمية ، فقد ارتد عنه .

                                                                                                                                                                                          فصح إنذار النبي - عليه السلام - بوجوب قتل المرتد ، وأنه قد علم عن الله تعالى أنه سيأمر بذلك الوقت - فثبت ما قلناه من أن قتل من ارتد كان حراما - ولذلك نهى عنه - عليه السلام - ولم يأذن به لا لعمر ، ولا لخالد .

                                                                                                                                                                                          ثم إنه عليه السلام نذر بأنه سيباح قتله ، وأنه سيجب قتل من يرتد فصح يقينا نسخ ذلك الحال ، وقد نسخ ذلك بما رويناه عن ابن عباس ، وابن مسعود ، وعثمان ، ومعاذ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ قال أبو محمد رحمه الله : فإذ قد بطلت هذه المقالة من أن لا يقتل المرتد ، [ ص: 164 ] وصح أنه من قال : إنه تعلق بمنسوخ ، فلم يبق إلا قول من قال : يستتاب ، وقد ذكرناه .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية