الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 317 ] سورة مريم عليها السلام تقدم مذهب أبي جعفر في السكت على الحروف ، وتقدم اختلافهم في إمالة " ها " ، و " يا " من باب الإمالة ، وتقدم مذاهبهم في جواز المد والتوسط والقصر في " عين " في باب المد والقصر ، وتقدم اختلافهم في إدغام " صاد ذكر " ، وتقدم اختلافهم في همز زكريا في آل عمران .

                                                          ( واختلفوا ) في : يرثني ويرث فقرأ أبو عمرو والكسائي بجزمهما ، وقرأ الباقون برفعهما ، وتقدم يبشرك لحمزة في آل عمران .

                                                          ( واختلفوا ) في : عتيا ، و جثيا ، و صليا ، وبكيا فقرأ حمزة والكسائي بكسر ، أوائل الأربعة ، وافقهما حفص إلا في وبكيا ، وقرأ الباقون بضم أوائلهن .

                                                          ( واختلفوا ) في : وقد خلقتك فقرأ حمزة والكسائي ، ( خلقناك ) بالنون والألف على لفظ الجمع ، وقرأ الباقون بالتاء مضمومة من غير ألف على لفظ التوحيد ، وتقدم إمالة المحراب في بابها .

                                                          ( واختلفوا ) في : لأهب لك فقرأ أبو عمرو ويعقوب وورش ، بالياء بعد اللام ، واختلف عن قالون ، فروى ابن أبي مهران من جميع طرقه عن الحلواني عنه كذلك إلا من طريق أبي العلاف والحمامي ، وكذا روى ابن ذؤابة والقزاز عن أبي نشيط ، وكذا رواه ابن بويان من جميع طرقه عن أبي نشيط إلا من طريق فارس بن أحمد والكارزيني ، وهو الذي لم يذكر في الكافي والهادي ، والهداية ، والتبصرة ، وتلخيص العبارات ، وأكثر كتب المغاربة لقالون سواه خصوصا من طريق أبي نشيط ، وكذا هو في كفاية سبط الخياط ، وغاية أبي العلاء لأبي نشيط ، ورواه ابن العلاف والحمامي عن ابن أبي مهران عن الحلواني ، وكذا روى ابن الهيثم عن الحلواني ، وهو الذي لم يذكر في المبهج ، وتلخيص العبارات عن الحلواني سواه ، وكذلك رواه فارس والكارزيني من طريق أبي نشيط ، وهو الذي لم يذكر في التيسير عن أبي نشيط سواه ، وقال في جامع البيان : إنه هو الذي قرأ به في رواية القاضي ، وأبي نشيط ، والشحام [ ص: 318 ] عن قالون ، وبذلك قرأ الباقون ، وقد وهم الحافظ أبو العلاء في تخصيصه الياء بروح دون رويس كما وهم ابن مهران في تخصيصه ذلك برويس دون روح فخالفا سائر الأئمة وجميع النصوص ، بل الصواب أن الياء فيه ليعقوب بكماله . نعم الوليد عن يعقوب بالهمزة - والله أعلم - .

                                                          ، وتقدم اختلافهم في مت لمن آل عمران .

                                                          ( واختلفوا ) في : وكنت نسيا فقرأ حمزة وحفص بفتح النون وقرأ الباقون بكسرها .

                                                          ( واختلفوا ) في : من تحتها فقرأ المدنيان ، وحمزة والكسائي وخلف وحفص وروح بكسر الميم وخفض التاء ، وقرأ الباقون بفتح الميم ، ونصب التاء .

                                                          ( واختلفوا ) في : تساقط فقرأ حمزة بفتح التاء والقاف وتخفيف السين ، ورواه حفص بضم التاء وكسر القاف وتخفيف السين أيضا ، وقرأ يعقوب بالياء على التذكير وفتحها وتشديد السين وفتح القاف ، واختلف عن أبي بكر ، فرواه العليمي كقراءة يعقوب ، وكذا رواه أبو الحسن الخياط عن شعيب عن يحيى عنه ، ورواه سائر أصحاب يحيى بن آدم عنه عن أبي بكر كذلك ، إلا أنه بالتأنيث ، وبذلك قرأ الباقون ، وتقدم إمالة آتاني و أوصاني في بابه .

                                                          ( واختلفوا ) في : قول الحق فقرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب بنصب اللام ، وقرأ الباقون برفعها ، وتقدم كن فيكون لابن عامر في البقرة .

                                                          ( واختلفوا ) في : وإن الله ربي فقرأ الكوفيون ، وابن عامر وروح بكسر الهمزة ، وقرأ الباقون بفتحها ، وتقدم إبراهيم في البقرة ، و ياأبت في سورة يوسف ، وفي باب الوقف على المرسوم ، وتقدم مخلصا في يوسف للكوفيين ، وتقدم يدخلون الجنة في النساء .

                                                          ( واختلفوا ) في : نورث فروى رويس بفتح الواو وتشديد الراء ، وقرأ الباقون بالإسكان والتخفيف ، وتقدم اختلافهم في أئذا ما مت في باب الهمزتين من كلمة .

                                                          ( واختلفوا ) في : أولا يذكر الإنسان فقرأ نافع وابن عامر وعاصم بتخفيف الذال والكاف مع ضم الكاف ، وقرأ الباقون بتشديدهما وفتح الكاف ، وتقدم ننجي الذين في الأنعام ليعقوب والكسائي . ( واختلف ) في خير مقاما فقرأ ابن كثير بضم [ ص: 319 ] الميم ، وقرأ الباقون بفتحها ، وتقدم ورئيا في باب الهمز المفرد .

                                                          ( واختلفوا ) في ولدا جميع ما في هذه السورة ، وهو مالا وولدا ، الرحمن ولدا ، دعوا للرحمن ولدا ، أن يتخذ ولدا أربعة أحرف ، وفي الزخرف إن كان للرحمن ولد فقرأ حمزة والكسائي بضم الواو ، وإسكان اللام في الخمسة ، وقرأ الباقون بفتح الواو واللام فيهن ونذكر حرف نوح في موضعه - إن شاء الله - .

                                                          ( واختلفوا ) في : تكاد السماوات هنا ، وفي عسق فقرأ نافع والكسائي بالياء على التذكير فيهما ، وقرأهما الباقون بالتاء على التأنيث .

                                                          ( واختلفوا ) في : يتفطرن هنا ، وفي عسق فقرأ المدنيان ، وابن كثير والكسائي وحفص هنا بالتاء وفتح الطاء مشددة ، وكذلك قرأ الجميع في عسق سوى أبي عمرو ويعقوب وأبي بكر ، فقرءوا بالنون وكسر الطاء مخففة ، وكذلك قرأ الباقون هنا ، أعني غير نافع وأبي جعفر وابن كثير والكسائي وحفص ، وتقدم ( لنبشر به ) لحمزة في آل عمران .

                                                          ( فيها من ياءات الإضافة ست ) من ورائي وكانت فتحها ابن كثير لي آية فتحها المدنيان ، وأبو عمرو إني أعوذ ، إني أخاف فتحها المدنيان ، وابن كثير وأبو عمرو آتاني الكتاب أسكنها حمزة ربي إنه كان فتحها المدنيان ، وأبو عمرو ، وليس فيها من الزوائد شيء .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية