الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل

                                                                                                                                                                                                                                      16 - فأعرضوا ؛ عن دعوة أنبيائهم؛ فكذبوهم؛ وقالوا: ما نعرف لله علينا نعمة؛ فأرسلنا عليهم سيل العرم ؛ أي: المطر الشديد؛ أو "العرم": اسم الوادي؛ أو هو الجرذ الذي نقب عليهم السكر لما طغوا؛ سلط الله عليهم الجرذ فنقبه من أسفله؛ فغرقهم؛ وبدلناهم بجنتيهم المذكورتين؛ جنتين ؛ وتسمية البدل جنتين للمشاكلة؛ وازدواج الكلام؛ كقوله: "وجزاء سيئة سيئة مثلها"؛ ذواتي أكل خمط "الأكل": الثمر؛ يثقل؛ ويخفف؛ وهو قراءة نافع ومكي؛ و"الخمط": شجر الأراك؛ وقيل: كل شجر ذي شوك؛ وأثل وشيء من سدر قليل ؛ "الأثل": شجر يشبه الطرفاء؛ أعظم منه؛ وأجود عودا؛ ووجه من نون الأكل وهو غير أبي عمرو؛ أن أصله: "ذواتي أكل أكل خمط"؛ فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه؛ أو وصف الأكل بالخمط؛ كأنه قيل: "ذواتي أكل بشع"؛ ووجه أبي عمرو أن "أكل الخمط"؛ في معنى البرير؛ وهو ثمر الأراك؛ إذا كان غضا؛ فكأنه قيل: "ذواتي برير؛ و"الأثل"؛ و"السدر"؛ معطوفان على "أكل"؛ لا على "خمط"؛ لأن الأثل لا أكل له؛ وعن الحسن: قلل السدر لأنه أكرم ما بدلوا؛ لأنه يكون في الجنان .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية