الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4366 [ 2279 ] وعنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رأى عيسى ابن مريم رجلا يسرق فقال له عيسى: سرقت؟ قال: كلا والذي لا إله إلا هو، فقال عيسى: آمنت بالله، وكذبت نفسي".

                                                                                              رواه أحمد ( 2 \ 314 )، والبخاري (3444)، ومسلم (2368)، والنسائي ( 8 \ 249 )، وابن ماجه (2102).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله: " رأى عيسى ابن مريم رجلا يسرق فقال: سرقت. قال: كلا والذي لا إله إلا هو ") ظاهر قول عيسى لهذا الرجل: " سرقت " أنه خبر عما فعل الرجل من السرقة، وكأنه حقق السرقة عليه؛ لأنه رآه قد أخذ مالا لغيره من حرز في خفية، ويحتمل أن يكون مستفهما له عن تحقيق ذلك، فحذف همزة الاستفهام، وحذفها قليل.

                                                                                              و (قول الرجل: " كلا ") أي: لا. نفى ذلك، ثم أكده باليمين.

                                                                                              و (قول عيسى : " آمنت بالله، وكذبت نفسي ") أي: صدقت من حلف بالله، [ ص: 180 ] وكذبت ما ظهر من ظاهر السرقة، فإنه يحتمل: أن يكون الرجل أخذ ما له فيه حق، أو يكون صاحبه قد أذن له في ذلك، ويحتمل أن يكون أخذه ليقلبه، وينظر إليه.

                                                                                              ويستفاد من هذا الحديث درء الحد بالشبهة.




                                                                                              الخدمات العلمية