(
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=29قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=30إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=31ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=32قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=33قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=29قالت ياأيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=30إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=31ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=32قالت ياأيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=33قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين ) .
اعلم أن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=29قالت ياأيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم ) بمعنى أن يقال : إن الهدهد ألقى إليها الكتاب فهو محذوف كأنه ثابت ، روي أنها كانت إذا رقدت غلقت الأبواب ووضعت المفاتيح تحت رأسها فدخل من كوة وطرح الكتاب على نحرها وهي مستلقية ، وقيل نقرها فانتبهت فزعة .
[ ص: 167 ] أما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=29كتاب كريم ) ففيه ثلاثة أوجه :
أحدها : حسن مضمونه وما فيه .
وثانيها : وصفه بالكريم لأنه من عند ملك كريم .
وثالثها : أن الكتاب كان مختوما وقال عليه السلام : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013539كرم الكتاب ختمه " وكان عليه السلام "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013540يكتب إلى العجم ، فقيل له : إنهم لا يقبلون إلا كتابا عليه خاتم فاتخذ لنفسه خاتما " .
أما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=30إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ) ففيه أبحاث :
البحث الأول : أنه استئناف وتبيين لما ألقي إليها كأنها لما قالت : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=29إني ألقي إلي كتاب كريم ) قيل لها : ممن هو ؟ وما هو ؟ فقالت : إنه من
سليمان وإنه كيت وكيت ، وقرأ
عبد الله " إنه من
سليمان وإنه بسم الله " عطفا على " إني " وقرئ " أنه من
سليمان وأنه " بالفتح وفيه وجهان :
أحدهما : أنه بدل من " كتاب " كأنه قيل : ألقي إلي أنه من
سليمان .
وثانيهما : أن يريد أنه من
سليمان ولأنه بسم الله كأنها عللت كرمه بكونه من
سليمان وتصديره بسم الله وقرأ أبي : " أن من
سليمان وأن بسم الله " على أن المفسرة ، وأن في " أن لا تعلوا " مفسرة أيضا ومعنى " لا تعلوا " لا تتكبروا كما تفعل الملوك ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بالغين معجمة من الغلو وهي مجاوزة الحد .
البحث الثاني : يقال لم قدم
سليمان اسمه على قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=30بسم الله الرحمن الرحيم ) ؟ جوابه : حاشاه من ذلك بل ابتدأ هو ببسم الله الرحمن الرحيم ، وإنما ذكرت
بلقيس أن هذا الكتاب من
سليمان ثم حكت ما في الكتاب والله تعالى حكى ذلك فالتقديم واقع في الحكاية .
البحث الثالث : أن الأنبياء عليهم السلام لا يطيلون بل يقتصرون على المقصود ، وهذا الكتاب مشتمل على تمام المقصود ، وذلك لأن المطلوب من الخلق ، إما العلم أو العمل والعلم مقدم على العمل فقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=30بسم الله الرحمن الرحيم ) مشتمل على إثبات الصانع سبحانه وتعالى وإثبات كونه عالما قادرا حيا مريدا حكيما رحيما .
وأما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=31ألا تعلوا علي ) فهو نهي عن
nindex.php?page=treesubj&link=19574_32510_18682الانقياد لطاعة النفس والهوى والتكبر .
وأما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=31وأتوني مسلمين ) فالمراد من المسلم إما المنقاد أو المؤمن ، فثبت أن هذا الكتاب على وجازته يحوي كل ما لا بد منه في الدين والدنيا ، فإن قيل النهي عن الاستعلاء والأمر بالانقياد قبل إقامة الدلالة على كونه رسولا حقا يدل على الاكتفاء بالتقليد . جوابه : معاذ الله أن يكون هناك تقليد وذلك لأن رسول
سليمان إلى
بلقيس كان الهدهد ورسالة الهدهد معجز ، والمعجز يدل على وجود الصانع وعلى صفاته ويدل على صدق المدعي فلما كانت تلك الرسالة دلالة تامة على التوحيد والنبوة لا جرم لم يذكر في الكتاب دليلا آخر .
أما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=32ياأيها الملأ أفتوني في أمري ) فالفتوى هي الجواب في الحادثة اشتقت على طريق الاستعارة من الفتي في السن أي أجيبوني في الأمر الفتي ، وقصدت بالانقطاع إليهم واستطلاع رأيهم تطييب قلوبهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=32ما كنت قاطعة أمرا ) أي لا أبت أمرا إلا بمحضركم .
أما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=33قالوا نحن أولو قوة ) فالمراد قوة الأجسام وقوة الآلات والمراد بالبأس النجدة والثبات في الحرب ، وحاصل الجواب أن القوم ذكروا أمرين :
أحدهما : إظهار القوة الذاتية والعرضية ليظهر أنها إن أرادتهم للدفع والحرب وجدتهم بحيث تريد ، والآخر قولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=33والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين ) وفي ذلك إظهار الطاعة لها إن أرادت السلم ، ولا يمكن ذكر جواب أحسن من هذا والله أعلم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=29قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=30إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=31أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=32قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=33قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=29قَالَتْ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=30إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=31أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=32قَالَتْ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=33قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ) .
اعْلَمْ أَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=29قَالَتْ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ) بِمَعْنَى أَنْ يُقَالَ : إِنَّ الْهُدْهُدَ أَلْقَى إِلَيْهَا الْكِتَابَ فَهُوَ مَحْذُوفٌ كَأَنَّهُ ثَابِتٌ ، رُوِيَ أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا رَقَدَتْ غَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَوَضَعَتِ الْمَفَاتِيحَ تَحْتَ رَأْسِهَا فَدَخَلَ مِنْ كُوَّةٍ وَطَرَحَ الْكِتَابَ عَلَى نَحْرِهَا وَهِيَ مُسْتَلْقِيَةٌ ، وَقِيلَ نَقَرَهَا فَانْتَبَهَتْ فَزِعَةً .
[ ص: 167 ] أَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=29كِتَابٌ كَرِيمٌ ) فَفِيهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ :
أَحَدُهَا : حُسْنُ مَضْمُونِهِ وَمَا فِيهِ .
وَثَانِيهَا : وَصْفُهُ بِالْكَرِيمِ لِأَنَّهُ مِنْ عِنْدِ مَلِكٍ كَرِيمٍ .
وَثَالِثُهَا : أَنَّ الْكِتَابَ كَانَ مَخْتُومًا وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013539كَرَّمَ الْكِتَابَ خَتْمُهُ " وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013540يَكْتُبُ إِلَى الْعَجَمِ ، فَقِيلَ لَهُ : إِنَّهُمْ لَا يَقْبَلُونَ إِلَّا كِتَابًا عَلَيْهِ خَاتَمٌ فَاتَّخَذَ لِنَفْسِهِ خَاتَمًا " .
أَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=30إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) فَفِيهِ أَبْحَاثٌ :
الْبَحْثُ الْأَوَّلُ : أَنَّهُ اسْتِئْنَافٌ وَتَبْيِينٌ لِمَا أُلْقِيَ إِلَيْهَا كَأَنَّهَا لَمَّا قَالَتْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=29إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ) قِيلَ لَهَا : مِمَّنْ هُوَ ؟ وَمَا هُوَ ؟ فَقَالَتْ : إِنَّهُ مِنْ
سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ كَيْتَ وَكَيْتَ ، وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ " إِنَّهُ مِنْ
سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ " عَطْفًا عَلَى " إِنِّي " وَقُرِئَ " أَنَّهُ مِنْ
سُلَيْمَانَ وَأَنَّهُ " بِالْفَتْحِ وَفِيهِ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ بَدَلٌ مِنْ " كِتَابٌ " كَأَنَّهُ قِيلَ : أُلْقِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ مِنْ
سُلَيْمَانَ .
وَثَانِيهِمَا : أَنْ يُرِيدَ أَنَّهُ مِنْ
سُلَيْمَانَ وَلِأَنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ كَأَنَّهَا عَلَّلَتْ كَرَمَهُ بِكَوْنِهِ مِنْ
سُلَيْمَانَ وَتَصْدِيرِهِ بِسْمِ اللَّهِ وَقَرَأَ أُبَيٌّ : " أَنْ مِنْ
سُلَيْمَانَ وَأَنْ بِسْمِ اللَّهِ " عَلَى أَنِ الْمُفَسِّرَةِ ، وَأَنْ فِي " أَنْ لَا تَعْلُوا " مُفَسِّرَةٌ أَيْضًا وَمَعْنَى " لَا تَعْلُوا " لَا تَتَكَبَّرُوا كَمَا تَفْعَلُ الْمُلُوكُ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ بَالْغَيْنِ مُعْجَمَةً مِنَ الْغُلُوِّ وَهِيَ مُجَاوَزَةُ الْحَدِّ .
الْبَحْثُ الثَّانِي : يُقَالُ لِمَ قَدَّمَ
سُلَيْمَانُ اسْمَهُ عَلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=30بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) ؟ جَوَابُهُ : حَاشَاهُ مِنْ ذَلِكَ بَلِ ابْتَدَأَ هُوَ بِبَسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، وَإِنَّمَا ذَكَرَتْ
بِلْقِيسُ أَنَّ هَذَا الْكِتَابَ مِنْ
سُلَيْمَانَ ثُمَّ حَكَتْ مَا فِي الْكِتَابِ وَاللَّهُ تَعَالَى حَكَى ذَلِكَ فَالتَّقْدِيمُ وَاقِعٌ فِي الْحِكَايَةِ .
الْبَحْثُ الثَّالِثُ : أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ لَا يُطِيلُونَ بَلْ يَقْتَصِرُونَ عَلَى الْمَقْصُودِ ، وَهَذَا الْكِتَابُ مُشْتَمِلٌ عَلَى تَمَامِ الْمَقْصُودِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْمَطْلُوبَ مِنَ الْخَلْقِ ، إِمَّا الْعِلْمُ أَوِ الْعَمَلُ وَالْعِلْمُ مُقَدَّمٌ عَلَى الْعَمَلِ فَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=30بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) مُشْتَمِلٌ عَلَى إِثْبَاتِ الصَّانِعِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَإِثْبَاتِ كَوْنِهِ عَالِمًا قَادِرًا حَيًّا مُرِيدًا حَكِيمًا رَحِيمًا .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=31أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ ) فَهُوَ نَهْيٌ عَنِ
nindex.php?page=treesubj&link=19574_32510_18682الِانْقِيَادِ لِطَاعَةِ النَّفْسِ وَالْهَوَى وَالتَّكَبُّرِ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=31وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) فَالْمُرَادُ مِنَ الْمُسْلِمِ إِمَّا الْمُنْقَادُ أَوِ الْمُؤْمِنُ ، فَثَبَتَ أَنَّ هَذَا الْكِتَابَ عَلَى وَجَازَتِهِ يَحْوِي كُلَّ مَا لَا بُدَّ مِنْهُ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا ، فَإِنْ قِيلَ النَّهْيُ عَنِ الِاسْتِعْلَاءِ وَالْأَمْرِ بِالِانْقِيَادِ قَبْلَ إِقَامَةِ الدَّلَالَةِ عَلَى كَوْنِهِ رَسُولًا حَقًّا يَدُلُّ عَلَى الِاكْتِفَاءِ بِالتَّقْلِيدِ . جَوَابُهُ : مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ تَقْلِيدٌ وَذَلِكَ لِأَنَّ رَسُولَ
سُلَيْمَانَ إِلَى
بِلْقِيسَ كَانَ الْهُدْهُدُ وَرِسَالَةُ الْهُدْهُدِ مُعْجِزٌ ، وَالْمُعْجِزُ يَدُلُّ عَلَى وُجُودِ الصَّانِعِ وَعَلَى صِفَاتِهِ وَيَدُلُّ عَلَى صِدْقِ الْمُدَّعِي فَلَمَّا كَانَتْ تِلْكَ الرِّسَالَةُ دَلَالَةً تَامَّةً عَلَى التَّوْحِيدِ وَالنُّبُوَّةِ لَا جَرَمَ لَمْ يَذْكُرْ فِي الْكِتَابِ دَلِيلًا آخَرَ .
أَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=32يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي ) فَالْفَتْوَى هِيَ الْجَوَابُ فِي الْحَادِثَةِ اشْتُقَّتْ عَلَى طَرِيقِ الِاسْتِعَارَةِ مِنَ الْفَتِيِّ فِي السِّنِّ أَيْ أَجِيبُونِي فِي الْأَمْرِ الْفَتِيِّ ، وَقَصَدَتْ بِالِانْقِطَاعِ إِلَيْهِمْ وَاسْتِطْلَاعِ رَأْيِهِمْ تَطْيِيبَ قُلُوبِهِمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=32مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا ) أَيْ لَا أَبُتُّ أَمْرًا إِلَّا بِمَحْضَرِكُمْ .
أَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=33قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ ) فَالْمُرَادُ قُوَّةُ الْأَجْسَامِ وَقُوَّةُ الْآلَاتِ وَالْمُرَادُ بِالْبَأْسِ النَّجْدَةُ وَالثَّبَاتُ فِي الْحَرْبِ ، وَحَاصِلُ الْجَوَابِ أَنَّ الْقَوْمَ ذَكَرُوا أَمْرَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : إِظْهَارُ الْقُوَّةِ الذَّاتِيَّةِ وَالْعَرَضِيَّةِ لِيَظْهَرَ أَنَّهَا إِنْ أَرَادَتْهُمْ لِلدَّفْعِ وَالْحَرْبِ وَجَدَتْهُمْ بِحَيْثُ تُرِيدُ ، وَالْآخَرُ قَوْلُهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=33وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ) وَفِي ذَلِكَ إِظْهَارُ الطَّاعَةِ لَهَا إِنْ أَرَادَتِ السِّلْمَ ، وَلَا يُمْكِنُ ذِكْرُ جَوَابٍ أَحْسَنَ مِنْ هَذَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ .