الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع : (الأعمى والأصم) : مثل الكافر، و (البصير والسميع) : مثل المؤمن، والدليل على أن ذلك لاثنين قوله: هل يستويان مثلا ، روي هذا المعنى عن قتادة، وغيره.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا يعنون: الفقراء، و (الرذل) في اللغة: الحقير: وجمعه: (أرذل) ، وتجمع (أرذل) على (أراذل) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: بادي الرأي أي: اتبعوك في أول الرأي، ولم يفكروا، ولم [ ص: 390 ] ينظروا، ومن لم يهمز فالمعنى: اتبعوك في ظاهر الرأي.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: وما نرى لكم علينا من فضل يعنون: أنهم بشر مثلهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده : (الرحمة) : الرسالة، وقيل: الإسلام والهدى.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فعميت عليكم أي: عميت عليكم الرسالة، فلم تفهموها، وقيل: هو مقلوب؛ والمعنى: فعميتم عنها؛ فهو كقولك: (أدخلت القلنسوة في رأسي) .

                                                                                                                                                                                                                                      {أنلزمكموها} أي: أنوجبها عليكم؟ وقيل: المراد بقوله: {أنلزمكموها} : شهادة أن لا إله إلا الله، ويجوز أن تكون الهاء والألف في {أنلزمكموها} لـ (الرحمة) ، ويجوز أن تكون لــ(البينة) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: وما أنا بطارد الذين آمنوا : هذا دليل على أنهم سألوه أن يطردهم؛ كما سألت قريش النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرد الموالي والفقراء.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إنهم ملاقو ربهم أي: فيجازيهم، ويجازي من طردهم.

                                                                                                                                                                                                                                      ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أي: من يمنعني منه؟

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا : {تزدري} : (تفتعل) ، من (الزراية) ؛ والمعنى: تستقل وتحتقر.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا أي: خاصمتنا، فبالغت في خصومتنا.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 391 ] ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم الآية:

                                                                                                                                                                                                                                      معنى: إن كان الله يريد أن يغويكم أي: يضلكم، وهذا مما يدل على بطلان مذاهب المعتزلة ومن وافقها.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: قل إن افتريته فعلي إجرامي أي: إن كنت افتريته -والخبر عن نوح- فعلي عقاب إجرامي، وإن كنت محقا؛ فعليكم عقاب تكذيبي.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية