الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
معرفة الثقات والضعفاء ، هو من أجل الأنواع ، فبه يعرف الصحيح والضعيف ، وفيه تصانيف كثيرة : منها مفرد في الضعفاء : ككتاب nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، nindex.php?page=showalam&ids=14798والعقيلي ، nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني وغيرها ، وفي الثقات : كالثقات nindex.php?page=showalam&ids=13053لابن حبان .
ومشترك : كتاريخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وابن أبي خيثمة ، وما أغزر فوائده ! nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وما أجله ! وجوز الجرح والتعديل صيانة للشريعة ، ويجب على المتكلم فيه التثبت فقد أخطأ غير واحد بجرحهم بما لا يجرح .
( النوع الحادي والستون : nindex.php?page=treesubj&link=29187معرفة الثقات والضعفاء هو من أجل الأنواع فبه يعرف الصحيح والضعيف ، وفيه تصانيف كثيرة ) لأئمة الحديث .
( منها : مفرد في الضعفاء ككتاب nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، nindex.php?page=showalam&ids=14798والعقيلي ، nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني ، وغيرها ، ككتاب الساجي ، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان ، والأزدي ، والكامل nindex.php?page=showalam&ids=13357لابن عدي .
إلا أنه ذكر كل من تكلم فيه وإن كان ثقة ، وتبعه على ذلك الذهبي في الميزان ، إلا أنه لم يذكر أحدا من الصحابة ، والأئمة المتبوعين ، وفاته جماعة ، ذيلهم عليه الحافظ أبو الفضل العراقي في مجلد .
وعمل شيخ الإسلام لسان الميزان ضمنه الميزان وزوائد .
وللذهبي في هذا النوع المغني ، كتاب صغير الحجم نافع جدا من جهة أنه يحكم على كل رجل بالأصح فيه بكلمة واحدة ، على إعواز فيه ، سأجمعه إن شاء الله تعالى في ذيل عليه .
ومنها : مفرد ( وفي الثقات ، كالثقات nindex.php?page=showalam&ids=13053لابن حبان ) ، ولابن شاهين ، وللعجلي ، [ ص: 891 ] ( و ) منها : ( مشترك ) جمع فيه الثقات ، والضعفاء ( كتاريخ البخاري ، وابن أبي خيثمة ، وما أغزر فوائده ، و ) الجرح والتعديل ، تصنيف ( nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم وما أجله ) وطبقات ابن سعد ، وتمييز nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، وغيرها .
وقال - صلى الله عليه وسلم - في التعديل : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10348069إن عبد الله رجل صالح " .
، وفي الجرح " nindex.php?page=hadith&LINKID=10348070بئس أخو العشيرة " .
وقال : " حتى متى ترعون عن ذكر الفاجر ، هتكوه يحذره الناس " وتكلم في الرجال جمع من الصحابة والتابعين فمن بعدهم .
وأما قول nindex.php?page=showalam&ids=16216صالح جزرة : أول من تكلم في الرجال شعبة ، ثم تبعه nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد القطان ، ثم أحمد nindex.php?page=showalam&ids=17336وابن معين ، فيعني أنه أول من تصدى لذلك .
وقد قال nindex.php?page=showalam&ids=13122أبو بكر بن خلاد ليحيى بن سعيد : أما تخشى أن يكون هؤلاء الذين تركت حديثهم خصماءك عند الله ؟ فقال : لأن يكونوا خصمائي أحب إلي من أن يكون خصمي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يقول : لم لم تذب الكذب عن حديثي .
[ ص: 892 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=15390أبو تراب النخشبي nindex.php?page=showalam&ids=12251لأحمد بن حنبل : لا تغتب العلماء . فقال له أحمد : ويحك ، هذا نصيحة ليس هذا غيبة .
وقال بعض الصوفية nindex.php?page=showalam&ids=16418لابن المبارك : تغتاب ، قال اسكت إذا لم نبين ، كيف نعرف الحق من الباطل ؟
( ويجب على المتكلم فيه التثبت ) فقد قال ابن دقيق العيد : أعراض المسلمين حفرة من النار ، وقف على شفيرها طائفتان من الناس : المحدثون والحكام .
ومع ذلك ( فقد أخطأ غير واحد ) من الأئمة ( بجرحهم ) لبعض الثقات ( بما لا يجرح ) ، كما جرح nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=12265أحمد بن صالح المصري بقوله : غير ثقة ، ولا مأمون ، وهو ثقة إمام حافظ ، احتج به nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ووثقه الأكثرون .
قال الخليلي : اتفق الحفاظ على أن كلام nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي فيه تحامل ، ولا يقدح كلام أمثاله فيه .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي : وسبب كلام nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي فيه أنه حضر مجلسه فطرده ، فحمله ذلك على أن تكلم فيه .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح : وذلك لأن عين السخط تبدي مساوي ، لها في الباطن مخارج صحيحة ، تعمى عنها بحجاب السخط ، لا أن ذلك يقع منهم تعمدا للقدح مع العلم ببطلانه .
[ ص: 893 ] وقال ابن يونس : لم يكن أحمد بن صالح كما قال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، لم تكن له آفة غير الكبر .
وقد تكلم فيه nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين بما يشير إلى ذلك فقال : كذاب يتفلسف رأيته يخطر في جامع مصر ، فنسبه إلى الفلسفة ، وأنه يخطر في مشيته .
ولعل nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين لا يدري ما الفلسفة ، فإنه ليس من أهلها .
وقال شيخ الإسلام : إنما ضعف ابن معين أحمد بن صالح الشمومي لا المصري المتكلم عليه هنا .
قال ابن دقيق : والوجوه التي تدخل الآفة منها خمسة : أحدها الهوى والغرض ، وهو شرها ، وهو في تاريخ المتأخرين كثير .
الثاني : المخالفة في العقائد .
الثالث : الاختلاف بين المتصوفة وأهل علم الظاهر .
[ ص: 894 ] الرابع : الكلام بسبب الجهل بمراتب العلوم ، وأكثر ذلك في المتأخرين ، لاشتغالهم بعلوم الأوائل وفيها الحق ، كالحساب والهندسة والطب ، والباطل : كالطبيعي وكثير من الإلهي ، وأحكام النجوم .
الخامس : الأخذ بالتوهم مع عدم الورع .
وقد عقد nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في كتاب العلم بابا لكلام الأقران المتعاصرين في بعضهم ، ورأى أن أهل العلم لا يقبل جرحهم إلا ببيان واضح .
( وتقدمت أحكامه في ) النوع ( الثالث والعشرين ) فأغنى عن إعادتها هنا .
فائدتان
الأولى : قال في الاقتراح : تعرف ثقة الراوي بالتنصيص عليه من رواته أو ذكره في تاريخ الثقات ، أو تخريج أحد الشيخين له في الصحيح ، وإن تكلم في بعض من خرجا له ، فلا يلتفت إليه ، أو تخريج من اشترط الصحة له أو من خرج على كتب الشيخين .
الثانية : قال الحاكم في المدخل : المجروحون على عشر طبقات : الأولى قوم وضعوا الحديث .
[ ص: 895 ] الثانية : قوم قلبوه فوضعوا لأحاديث أسانيد غير أسانيدها .
الثالثة : قوم حملهم الشره على الرواية عن قوم لم يدركوهم .
الرابعة : قوم عمدوا إلى الموقوفات فرفعوها .
الخامسة : قوم عمدوا إلى المراسيل فوصلوها .
السادسة : قوم غلب عليهم الصلاح فلم يتفرغوا لضبط الحديث ، فدخل عليهم الوهم .
السابعة : قوم سمعوا من شيوخ ثم حدثوا عنهم بما لم يسمعوا .
الثامنة : قوم سمعوا كتبا ثم حدثوا من غير أصول سماعهم .
التاسعة : قوم جيء إليهم ليحدثوا بها فأجابوا من غير أن يدروا أنها سماعهم .
العاشرة : قوم تلفت كتبهم فحدثوا من حفظهم على التخمين كابن لهيعة .