الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        6149 - حدثنا ابن مرزوق ، قال : ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال : ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، قال : حدثني زيد بن أسلم ، قال : لقيت رجلا بالإسكندرية يقال له سرق ، فقلت : ما هذا الاسم ؟ فقال : سمانيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قدمت المدينة فأخبرتهم أنه يقدم لي مال فبايعوني فاستهلكت أموالهم ، فأتوا بي النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فقال : أنت سرق ، فباعني بأربعة أبعرة .

                                                        فقال له غرماؤه : ما يصنع به ؟ قال : أعتقه ، قالوا : ما نحن بأزهد في الأجر منك ، فأعتقوني
                                                        .

                                                        قال أبو جعفر : ففي هذا الحديث بيع الحر في الدين ، وقد كان ذلك في أول الإسلام يبتاع من عليه دين فيما عليه من الدين إذا لم يكن له مال يقضيه عن نفسه ، حتى نسخ الله عز وجل ذلك ؛ فقال : وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة .

                                                        وقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك في الذي ابتاع الثمار فأصيب بها فكثر دينه .

                                                        فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تصدقوا ، فتصدق عليه ، فلم يبلغ ذلك وفاء دينه .

                                                        فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذوا ما وجدتم ، وليس لكم إلا ذلك .

                                                        وقد ذكرنا ذلك بإسناده فيما تقدم من كتابنا هذا .

                                                        ففي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لغرمائه : ( ليس لكم إلا ذلك ) دليل على أن لا حق لهم في بيعه ، ولولا ذلك لباعه لهم كما باع سرق في دينه لغرمائه ، وهذا قول أهل العلم جميعا رحمهم الله .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية