الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        6005 - حدثنا أحمد بن داود ، قال : ثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا سفيان بن عيينة ، عن إبراهيم بن ميسرة ، عن عمرو بن الشريد ، قال : أتاني المسور بن مخرمة ، فوضع يده على أحد منكبي ، فقال : انطلق بنا إلى سعد .

                                                        فأتينا سعد بن أبي وقاص في داره ، فجاء أبو رافع فقال للمسور : ألا تأمر هذا ، يعني سعدا ، أن يشتري مني بيتين في داري ؟ .

                                                        فقال سعد : والله لا أزيدك على أربعمائة دينار مقطعة أو منجمة .

                                                        فقال : سبحان الله ، لقد أعطيت به خمسمائة دينار نقدا ، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الجار أحق بسقبه ما بعتك
                                                        .

                                                        فدل ما ذكرنا أن ذلك الجار الذي عناه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الجار الذي تعرفه العامة ، ومن أعطاك أن الشريك يقال له : جار ؟ وأين وجدت هذا في لغات العرب ؟

                                                        فإن قال : لأني قد رأيت المرأة تسمى جارة زوجها .

                                                        [ ص: 124 ] قيل له : صدقت ، قد سميت المرأة جارة زوجها ليس لأن لحمها مخالط للحمه ، ولا دمها مخالط لدمه ، ولكن لقربها منه .

                                                        فكذلك الجار سمي جارا لقربه من جاره لا لمخالطته إياه فيما جاوره به .

                                                        وأنت فقد زعمت أن الآثار على ظاهرها ، فكيف تركت الظاهر في هذا ، ومعه الدلائل ، وتعلقت بغيره مما لا دلالة معه ؟

                                                        ثم قد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا من إيجابه الشفعة بالجوار ، وتفسيره ذلك الجوار

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية