الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إله الناس

                                                                                                                                                                                                                                      3 - إله الناس ؛ معبودهم؛ ولم يكتف بإظهار المضاف إليه مرة واحدة؛ لأن قوله: "ملك الناس إله الناس"؛ عطف بيان لـ "رب الناس"؛ لأنه يقال لغيره: "رب الناس"؛ و"ملك الناس"؛ وأما "إله الناس"؛ فخاص لا شركة فيه؛ وعطف البيان للبيان؛ فكأنه مظنة للإظهار دون الإضمار؛ وإنما أضيف الرب إلى الناس خاصة - وإن كان رب كل مخلوق - تشريفا لهم؛ ولأن الاستعاذة وقعت من شر الموسوس في صدور الناس؛ فكأنه قيل: "أعوذ من شر الموسوس إلى الناس؛ بربهم الذي يملك عليهم أمورهم؛ وهو إلههم؛ ومعبودهم"؛ وقيل: أراد بالأول الأطفال؛ ومعنى الربوبية يدل عليه؛ وبالثاني الشبان؛ ولفظ الملك - المنبئ عن السياسة - يدل عليه؛ وبالثالث الشيوخ؛ ولفظ الإله - المنبئ عن العبادة - يدل عليه؛ وبالرابع الصالحين؛ إذ الشيطان مولع بإغوائهم؛ [ ص: 700 ] وبالخامس المفسدين؛ لعطفه على المعوذ منه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية