الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      4333 حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز يعني ابن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون دجالون كلهم يزعم أنه رسول الله

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( حتى يخرج ) : أي يظهر ( ثلاثون دجالا ) : من الدجل وهو التلبيس وهو كثير المكر والتلبيس . قال السيوطي : في مرقاة الصعود في رواية البخاري قريب من ثلاثين فجاء هاهنا على طريق جبر الكسر .

                                                                      ولأحمد من حديث حذيفة بسند جيد سبعة وعشرون منهم أربعة نسوة كلهم يزعم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم . زاد أحمد وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي وزاد أيضا آخرهم الأعور الدجال وللطبراني " سبعون كذابا " وسنده ضعيف . قال ابن حجر : ويحتمل أن يكون الذين يدعون النبوة منهم ما ذكر من الثلاثين أو نحوها وأن من زاد على العدد المذكور يكون كذابا فقط لكن يدعو إلى الضلالة من غير ادعاء النبوة انتهى .

                                                                      وهذا القدر نقل السيوطي من عبارة الحافظ بن حجر وفي فتح الباري بعد هذا كغلاة الرافضة والباطنية وأهل الوحدة والحلولية وسائر الفرق الدعاة إلى ما يعلم بالضرورة أنه خلاف ما جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويؤيده أن في حديث علي عند أحمد فقال علي لعبد الله بن الكواء وإنك لمنهم ، وابن الكواء لم يدع النبوة وإنما كان يغلو في الرفض انتهى .

                                                                      قلت : وكذا رئيس الفرقة النيجيرية الذي خرج من كول من إقليم الهند كان دجالا من الدجاجلة ، وكذا الدجال القادياني الكذاب الأشر الذي عمت فتنته وكثرت بليته ، فإنهما من الدعاة إلى ما [ ص: 378 ] يعلم بالضرورة أنه خلاف ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم والله تعالى أعلم

                                                                      ( كلهم يزعم أنه رسول الله ) : قال الحافظ : هذا ظاهر في أن كلا منهم يدعي النبوة ، وهذا هو السر في قوله في آخر الحديث الماضي " وإني خاتم النبيين " انتهى .

                                                                      وأراد بالحديث الماضي حديث أحمد المذكور .

                                                                      والحديث سكت عنه المنذري .




                                                                      الخدمات العلمية