الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            المسألة السادسة في القول :

                                                                                                                                                                                                                                            هذا التركيب بحسب تقاليبه الستة يدل على الحركة والخفة فالأول " ق و ل " فمنه القول : لأن ذلك أمر سهل على اللسان ، الثاني " ق و ل " ومنه القلو وهو حمار الوحش ، وذلك لخفته في الحركة ، ومنه " قلوت البر والسويق " فهما مقلوان : لأن الشيء إذا قلي جف وخف فكان أسرع إلى الحركة ، ومنه القلولى ، وهو الخفيف الطائش ، والثالث " و ق ل " الوقل : الوعل وذلك لحركته ، ويقال : " توقل في الجبل " إذا صعد فيه ، والرابع " و ل ق " ، يقال : ولق يلق إذا أسرع ، وقرئ : " إذ تلقونه بألسنتكم " أي : تخفون وتسرعون ، والخامس " ل و ق " كما جاء في الحديث " لا آكل الطعام إلا ما لوق لي " أي : أعملت اليد في تحريكه وتليينه حتى يصلح ، ومنه اللوقة وهي الزبدة ، قيل لها ذلك لخفتها وإسراع حركتها : لأنه ليس بها مسكة الجبن والمصل ، والسادس " ل ق و" ومنه اللقوة وهي العقاب ، قيل لها ذلك لخفتها وسرعة طيرانها ، ومنه اللقوة في الوجه : لأن الوجه اضطرب شكله فكأنه خفة فيه وطيش ، واللقوة الناقة السريعة اللقاح .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية