الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثانية : قوله : ( أعوذ بالله ) لفظه الخبر ومعناه الدعاء والتقدير : اللهم أعذني ، ألا ترى أنه قال : ( وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ) [ آل عمران : 36 ] كقوله : " أستغفر الله " أي اللهم اغفر لي ، والدليل عليه أن قوله : ( أعوذ بالله ) إخبار عن فعله ، وهذا القدر لا فائدة فيه إنما الفائدة في أن يعيذه الله ، فما السبب في أنه قال : " أعوذ بالله ولم يقل أعذني ؟ والجواب أن بين الرب وبين العبد عهدا كما قال تعالى : ( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ) [ النحل : 91 ] وقال : ( وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم ) [ البقرة : 40 ] فكأن العبد يقول أنا مع لؤم الإنسانية [ ص: 86 ] ونقص البشرية وفيت بعهد عبوديتي حيث قلت : " أعوذ بالله " فأنت مع نهاية الكرم وغاية الفضل والرحمة أولى بأن تفي بعهد الربوبية فتقول : إني أعيذك من الشيطان الرجيم .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة ج : أعوذ فعل مضارع ، وهو يصلح للحال والاستقبال ، فهل هو حقيقة فيهما ؟ والحق أنه حقيقة في الحال مجاز في الاستقبال ، وإنما يختص به بحرف السين وسوف .

                                                                                                                                                                                                                                            ( د ) لم وقع الاشتراك بين الحاضر والمستقبل ، ولم يقع بين الحاضر والماضي ؟

                                                                                                                                                                                                                                            ( هـ ) كيف المشابهة بين المضارع وبين الاسم .

                                                                                                                                                                                                                                            ( و ) كيف العامل فيه ، ولا شك أنه معمول فما هو .

                                                                                                                                                                                                                                            ( ز ) قوله : ( أعوذ ) يدل على أن العبد مستعيذ في الحال وفي كل المستقبل ، وهو الكمال ، فهل يدل على أن هذه الاستعاذة باقية في الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                            ( ح ) قوله : ( أعوذ ) حكاية عن النفس ، ولا بد من الأربعة المذكورة في قوله : ( وآتين ) [ الأحزاب : 33 ] .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية