الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( ولا يصلى الوتر بجماعة [ ص: 470 ] في غير شهر رمضان ) عليه إجماع المسلمين ، والله أعلم .

التالي السابق


( قوله عليه إجماع المسلمين ) لأنه نفل من وجه ، والجماعة في النفل في غير رمضان مكروه فالاحتياط تركها فيه . وفي بعض الحواشي قال بعضهم : لو صلاها بجماعة في غير رمضان له ذلك ، وعدم الجماعة فيها في غير رمضان ليس لأنه غير مشروع بل باعتبار أنه يستحب تأخيرها إلى وقت تتعذر فيه الجماعة ، فإن صح هذا قدح في نقل الإجماع ثم يعد عدم كراهة الجماعة في الوتر في رمضان اختلفوا في الأفضل .

في فتاوى قاضي خان : الصحيح أن الجماعة أفضل لأنه لما جازت الجماعة كانت أفضل ، وفي النهاية بعد حكاية هذا قال : واختار علماؤنا أن يوتر في منزله لا بجماعة ، لأن الصحابة لم يجتمعوا على الوتر بجماعة في رمضان كما اجتمعوا على التراويح ، لأن عمر رضي الله عنه كان يؤمهم فيه في رمضان وأبي بن كعب كان لا يؤمهم ا هـ .

وحاصل هذا اختلاف فعلي وأنت علمت مما قدمناه في حديث ابن حبان في باب الوتر أنه صلى الله عليه وسلم كان أوتر بهم ثم بين العذر في تأخيره عن مثل ما صنع فيما مضى ، فكما أن فعله الجماعة بالنفل ثم بيانه العذر في تركه أوجب سنيتها فيه فكذلك الوتر جماعة لأن الجاري فيه مثل الجاري في النفل بعينه ، وكذا ما نقلناه من فعل الخلفاء يفيد ذلك ، فلعل من تأخر عن الجماعة فيه أحب أن يصلي آخر الليل فإنه أفضل كما قال عمر : والتي ينامون عنها أفضل ، وعلم قوله صلى الله عليه وسلم " واجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا " فأخره لذلك ، والجماعة فيه إذ ذاك متعذرة فلا يدل ذلك على أن الأفضل فيه ترك الجماعة لمن أحب أن يوتر أول الليل كما يعطيه إطلاق جواب هؤلاء .




الخدمات العلمية