الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2916 حدثنا عبد الوهاب بن الحكم الوراق البغدادي حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز عن ابن جريج عن المطلب بن حنطب عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه قال وذاكرت به محمد بن إسمعيل فلم يعرفه واستغربه قال محمد ولا أعرف للمطلب بن عبد الله سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا قوله حدثني من شهد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم قال وسمعت عبد الله بن عبد الرحمن يقول لا نعرف للمطلب سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال عبد الله وأنكر علي بن المديني أن يكون المطلب سمع من أنس

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا عبد المجيد بن عبد العزيز ) بن أبي رواد بفتح الراء وتشديد الواو صدوق يخطئ وكان مرجئا أفرط ابن حبان فقال متروك من التاسعة ( عن المطلب بن عبد الله بن حنطب ) [ ص: 188 ] قال في التقريب : المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث المخزومي صدوق كثير التدليس والإرسال من الرابعة .

                                                                                                          قوله : ( عرضت علي ) الظاهر أنه في ليلة المعراج ( أجور أمتي ) أي ثواب أعمالهم ( حتى القذاة ) بالرفع أو الجر وهي بفتح القاف . قال الطيبي : القذاة هي ما يقع في العين من تراب أو تبن أو وسخ ولا بد في الكلام من تقدير مضاف أي أجور أعمال أمتي وأجر القذاة أي أجر إخراج القذاة إما بالجر وحتى بمعنى إلى والتقدير إلى إخراج القذاة وعلى هذا قوله ( يخرجها الرجل من المسجد ) جملة مستأنفة للبيان وإما بالرفع عطفا على " أجور " فالقذاة مبتدأ و " يخرجها " خبره ( فلم أر ذنبا ) أي يترتب على نسيان ( أعظم من سورة ) أي من ذنب نسيان سورة كائنة ( من القرآن ) قال القاري في المرقاة : فإن قلت هذا مناف لما مر في باب الكبائر ، قلت إن سلم أن أعظم وأكبر مترادفان ، فالوعيد على النسيان لأجل أن مدار هذه الشريعة على القرآن فنسيانه كالسعي في الإخلال بها ، فإن قلت النسيان لا يؤاخذ به ، قلت المراد تركها عمدا إلى أن يفضي إلى النسيان . وقيل المعنى أعظم من الذنوب الصغائر إن لم تكن عن استخفاف وقلة تعظيم ، كذا نقله ميرك عن الأزهار . انتهى ( أو آية أوتيها ) أي تعلمها وأو للتنويع وإنما قال أوتيها دون حفظها إشعارا بأنها كانت نعمة جسيمة أولاها الله ليشكرها فلما نسيها فقد كفر تلك النعمة ( ثم نسيها ) قال الطيبي : فلما عد إخراج القذاة التي لا يؤبه لها من الأجور تعظيما لبيت الله ، عد أيضا النسيان من أعظم الجرم تعظيما لكلام الله سبحانه ، فكأن فاعل ذلك عد الحقير عظيما بالنسبة إلى العظيم فأزاله عنه وصاحب هذا عد العظيم حقيرا فأزاله عن قلبه .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه أبو داود وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه وسكت عنه أبو داود وقال المنذري : وفي إسناده عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد الأزدي مولاهم المكي وثقه يحيى بن معين وتكلم فيه غير واحد .




                                                                                                          الخدمات العلمية