الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            14648 وعن علي : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أراد غزوا ، فدعا جعفرا فأمره أن يتخلف على المدينة ، فقال : لا أتخلف بعدك أبدا ، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعاني ، فعزم علي لما تخلفت قبل أن أتكلم فبكيت قال : " ما يبكيك ؟ " . قلت : يبكيني خصال غير واحدة ، تقول قريش غدا : ما أسرع ما تخلف عن ابن عمه وخذله .

                                                                                            وتبكيني خصلة أخرى : كنت أريد أن أتعرض للجهاد في سبيل الله ; لأن الله - عز وجل - يقول : ( ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين ) فكنت أريد أن أتعرض للأجر . وتبكيني خصلة أخرى : كنت أريد أن أتعرض لفضل الله . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أما قولك : تقول قريش : ما أسرع ما تخلف عن ابن عمه وخذله ; فإن لك بي أسوة ، قد قالوا : ساحر وكاهن وكذاب . وأما قولك : أتعرض للأجر من الله ; أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنه لا نبي بعدي ، وأما قولك : أتعرض لفضل الله ; فهذان بهاران من فلفل جاءنا من اليمن ، فبعه واستمتع به أنت وفاطمة حتى يأتيكما الله من فضله
                                                                                            " .

                                                                                            رواه البزار ، وفيه حكيم بن جبير ، وهو متروك .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية