الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            37 - 4 - 17 - باب جامع في مناقبه - رضي الله عنه - .

                                                                                            14696 عن عمرو بن ميمون - يعني الأودي - قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط ، فقالوا له : يا ابن عباس ، إما تقوم معنا وإما أن يخلونا هؤلاء . قال : فقال ابن عباس : بل أقوم معكم ، وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى .

                                                                                            قال : فانتبذوا فتحدثوا ، فلا أدري ما قالوا . قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف ويتف ! وقعوا في رجل [ له عشر ، وقعوا في رجل ] قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا ، يحب الله ورسوله " . فاستشرف لها من استشرف قال : " أين علي ؟ " . قالوا : في الرحل يطحن قال : " وما كان أحدكم ليطحن " . قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر قال : فنفث في عينيه ، ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه قال : فجاء بصفية بنت حيي قال : فبعث فلانا بسورة التوبة ، فبعث عليا خلفه فأخذها منه قال : " لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه " . قال : وقال لبني عمه : " أيكم يواليني في الدنيا والآخرة ؟ " . فأبوا ، فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة . [ فقال : " أنت وليي في الدنيا والآخرة " ] قال : وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة . قال : وأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين - رضي الله عنهم - وقال : " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " . قال : وشرى علي [ ص: 120 ] نفسه ، لبس ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم نام مكانه ، وكان المشركون يرمون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء أبو بكر وعلي نائم . قال : وأبو بكر يحسب أنه نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا نبي الله ، فقال له علي : إن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قد انطلق نحو بئر ميمونة فأدركه ، فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار .

                                                                                            قال : وجعل علي يرمى بالحجارة ، كما كان يرمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يتضور قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ، ثم كشف رأسه ، فقالوا : إنك للئيم ، كان صاحبك نرميه لا يتضور وأنت تتضور ، وقد استنكرنا ذلك . قال : وخرج بالناس في غزوة تبوك قال : فقال له علي : أخرج معك ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لا " . فبكى علي ، فقال له : " ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنك لست بنبي ، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي " . وقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أنت ولي كل مؤمن بعدي " . قال : وسد أبواب المسجد غير باب علي قال : فيدخل المسجد ، جنبا ، وهو طريقه ليس له طريق غيره . قال : وقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " . قال : وأخبرنا الله [ عز وجل - في القرآن ] أنه قد رضي عنهم ، عن أصحاب الشجرة ، فعلم ما في قلوبهم ، هل حدثنا أنه سخط عليهم بعد ؟ قال : وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمر حين قال : ائذن لي فلأضرب عنقه قال : " وكنت فاعلا ، وما يدريك لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم " .

                                                                                            رواه أحمد ، والطبراني في الكبير والأوسط باختصار ، ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي بلج الفزاري ، وهو ثقة ، وفيه لين .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية