الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            14333 وعن محمد بن عقيل قال : خطبنا علي بن أبي طالب ، فقال : أيها الناس ، أخبروني من أشجع الناس ؟ قالوا : [ ص: 47 ] - أو قال : - قلنا : أنت يا أمير المؤمنين . قال : أما إني ما بارزت أحدا إلا انتصفت منه ، ولكن أخبروني بأشجع الناس . قالوا : لا نعلم ، فمن ؟ قال : أبو بكر ، إنه لما كان يوم بدر ، جعلنا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عريشا ، فقلنا : من يكون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لئلا يهوي إليه أحد من المشركين ؟ فوالله ما دنا منه أحد إلا أبو بكر شاهرا بالسيف على رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يهوي إليه أحد إلا أهوى إليه ; فهذا أشجع الناس . فقال علي : ولقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخذته قريش ، فهذا نحاه وهذا يتلتله ، وهم يقولون : أنت الذي جعلت الآلهة إلها واحدا ؟ قال : فوالله ما دنا منا أحد إلا أبو بكر ، يضرب هذا ، ويحار ويتلتل هذا ، وهو يقول : ويلكم ! أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ؟ ثم رفع علي بردة كانت عليه ، ثم بكى حتى اخضلت لحيته ، ثم قال علي : أنشدكم الله أمؤمن آل فرعون خير أم أبو بكر ؟ فسكت القوم فقال : ألا تجيبوني ؟ فوالله لساعة من أبي بكر خير من مثل مؤمن آل فرعون ، ذاك رجل كتم إيمانه ، وهذا رجل أعلن إيمانه .

                                                                                            رواه البزار ، وفيه من لم أعرفه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية