الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1689 (باب اتقوا النار ولو بشق تمرة)

                                                                                                                              وذكره النووي في: (باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة، أو كلمة طيبة. وأنها حجاب من النار) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 101 ج7 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن عدي بن حاتم قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم النار فأعرض وأشاح، ثم قال "اتقوا النار" ثم أعرض وأشاح حتى ظننا أنه كأنما ينظر إليها ثم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة ولم يذكر أبو كريب (كأنما) ].

                                                                                                                              [ ص: 569 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 569 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن عدي بن حاتم) رضي الله عنه (قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم النار، فأعرض وأشاح، ثم قال: "اتقوا النار" ثم أعرض وأشاح) .

                                                                                                                              قال الخليل وغيره: معناه؛ نحاه وعدل به. وقال الأكثرون: " المشيح ": الحذر، والجاد في الأمر.

                                                                                                                              وقيل: المقبل. وقيل: الهارب. وقيل: المقبل إليك، المانع لما وراء ظهره.

                                                                                                                              "فأشاح" هنا: يحتمل هذه المعاني. أي: حذر النار، كأنه ينظر إليها. أو جد في الإيضاح بإيقانها.

                                                                                                                              أو أقبل إليك خطابا.

                                                                                                                              أو أعرض كالهارب. (حتى ظننا أنه كأنما ينظر إليها، ثم قال: "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة ") .

                                                                                                                              فيه: الحث على الصدقة، وأنه لا يمتنع منها لقلتها، وأن قليلها سبب للنجاة من النار.

                                                                                                                              وفيه: أن الكلمة الطيبة، سبب للنجاة من النار. وهي الكلمة التي فيها تطييب قلب إنسان، إذا كانت مباحة أو طاعة.

                                                                                                                              وفي رواية أخرى عنه عند مسلم:

                                                                                                                              (أنه ذكر النار، فتعوذ منها. وأشاح بوجهه ثلاث مرار ثم قال: "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة ") .




                                                                                                                              الخدمات العلمية