الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا

                                                                                                                                                                                                وقرئ : "تشقق" والأصل : تتشقق ، فحذف بعضهم التاء ، وغيره أدغمها . ولما كان انشقاق السماء بسبب طلوع الغمام منها ، جعل الغمام كأنه الذي تشقق به السماء ، كما تقول : شق السنام بالشفرة وانشق بها . ونظيره قوله تعالى : السماء منفطر به [المزمل : 18 ] . فإن قلت : أي فرق بين قولك : انشقت الأرض بالنبات ، وانشقت عن النبات ؟ قلت : معنى انشقت به : أن الله شقها بطلوعه فانشقت به . ومعنى : انشقت عنه : أن التربة ارتفعت عنه عند طلوعه . والمعنى : أن السماء تنفتح بغمام يخرج منها ، وفي الغمام الملائكة ينزلون وفي أيديهم صحائف أعمال العباد . وروي تنشق سماء سماء ، وتنزل الملائكة إلى الأرض . وقيل : هو غمام أبيض رقيق ، مثل الضبابة ، ولم يكن إلا لبني إسرائيل في تيههم . وفي معناه قوله تعالى : هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة [البقرة : 210 ] . وقرئ : وننزل الملائكة ، وتنزل الملائكة ، ونزل الملائكة ، وأنزل الملائكة ، ونزل الملائكة ، ونزل الملائكة ، ونزل الملائكة : على حذف النون الذي هو فاء الفعل من ننزل : قراءة أهل مكة .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية