الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2354 ) مسألة : قال : ( ولا يلبس ثوبا مسه ورس ولا زعفران ولا طيب ) لا نعلم بين أهل العلم خلافا في هذا . وهو قول جابر ، وابن عمر ، ومالك ، والشافعي ، وأبي ثور ، وأصحاب الرأي . قال ابن عبد البر : لا خلاف في هذا بين العلماء ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : { لا تلبسوا من الثياب شيئا مسه الزعفران ، ولا الورس } . متفق عليه . فكل ما صبغ بزعفران أو ورس ، أو غمس في ماء ورد ، أو بخر بعود ، فليس للمحرم لبسه ، ولا الجلوس عليه ، ولا النوم عليه . نص أحمد عليه .

                                                                                                                                            وذلك لأنه استعمال له ، فأشبه لبسه . ومتى لبسه ، أو استعمله ، فعليه الفدية . وبذلك قال الشافعي . وقال أبو حنيفة : إن كان رطبا يلي بدنه ، أو يابسا ينفض ، فعليه الفدية ، وإلا فلا ; لأنه ليس بمتطيب .

                                                                                                                                            ولنا ، أنه منهي عنه لأجل الإحرام فلزمته الفدية به ، كاستعمال الطيب في بدنه . ولأنه محرم استعمل ثوبا مطيبا ، فلزمته الفدية به كالرطب . فإن غسله حتى ذهب ما فيه من ذلك ، فلا بأس به عند جميع العلماء .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية