الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          ك و ن : ( كان ) ناقصة وتحتاج إلى خبر . وتامة بمعنى حدث ووقع ولا تحتاج إلى خبر . تقول : أنا أعرفه مذ كان أي مذ خلق . وقد تقع زائدة للتأكيد كقولك : كان زيد منطلقا ، ومعناه زيد منطلق قال الله تعالى : وكان الله غفورا رحيما ، وتقول : كان ( كونا ) و ( كينونة ) . وقولهم : " لم يك " أصله " لم يكون " التقى ساكنان فحذفت الواو فبقي لم يكن ثم حذفت النون تخفيفا لكثرة الاستعمال فإذا تحركت النون أثبتوها فقالوا : لم يكن الرجل . وأجاز يونس حذفها مع الحركة وأنشد :


                                                          إذا لم تك الحاجات من همة الفتى فليس بمغن عنك عقد الرتائم

                                                          قلت : وقد أورد رحمه الله تعالى هذا البيت في [ ر ت م ] على غير هذا الوجه فلعل فيه روايتين وهو بيت واحد أو لعلهما بيتان توارد الشاعران على بعض ألفاظهما . وتقول : جاءوني لا يكون زيدا تعني الاستثناء تقديره لا يكون الآتي زيدا . و ( كونه فتكون ) أي أحدثه فحدث . وتقول : ( كنته ) وكنت إياه تضع الضمير المنفصل موضع المتصل . قال أبو الأسود الدؤلي :

                                                          دع الخمر تشربها الغواة فإنني رأيت أخاها مجزئا بمكانها فإلا يكنها أو تكنه فإنه أخوها غذته أمه بلبانها يعني الزبيب . و ( الكون ) واحد ( الأكوان ) . و ( الاستكانة ) الخضوع . و ( المكانة ) المنزلة . وفلان ( مكين ) عند فلان بين المكانة . و ( المكان ) و ( المكانة ) الموضع قال الله تعالى : ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم ولما كثر لزوم الميم في استعمالهم توهمت أصلية فقيل : ( تمكن ) كما قيل في المسكين : تمسكن . ويقال للرجل إذا شاخ : ( كنتي ) كأنه نسب إلى قوله كنت في شبابي كذا . قال :


                                                          فأصبحت كنتيا وأصبحت عاجنا     وشر خصال المرء كنت وعاجن



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية