الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          أ م ر : يقال أمر فلان مستقيم و ( أموره ) مستقيمة و ( أمره ) بكذا والجمع ( الأوامر ) و ( أمره ) أيضا كثره وبابهما نصر . ومنه الحديث " خير المال مهرة ( مأمورة ) أو سكة مأبورة " أي مهرة كثيرة النتاج والنسل و ( آمره ) أيضا بالمد أي كثره و ( أمر ) هو كثر وبابه طرب فصار نظير علم وأعلمته . قال يعقوب : ولم يقل أحد غير أبي عبيدة ( أمره ) من الثلاثي بمعنى كثره بل من الرباعي حتى قال الأخفش : إنما قيل مأمورة للازدواج ، وأصله مؤمرة كمخرجة كما قال للنساء ارجعن مأزورات غير مأجورات للازدواج وأصله موزورات من الوزر . وقوله تعالى : أمرنا مترفيها أي أمرناهم بالطاعة فعصوا وقد يكون من ( الإمارة ) .

                                                          قلت : لم يذكر في شيء من أصول اللغة والتفسير أن [ ص: 22 ] أمرنا مخففا متعديا بمعنى جعلهم أمراء . و ( الإمر ) كالإصر ، الشديد وقيل العجب . ومنه قوله تعالى : لقد جئت شيئا إمرا و ( الأمير ) ذو الأمر وقد ( أمر ) يأمر بالضم ( إمرة ) بالكسر صار أميرا والأنثى أميرة بالهاء . و ( أمر ) أيضا يأمر بضم الميم فيهما ( إمارة ) بالكسر أيضا و ( أمره تأميرا ) جعله أميرا و ( تأمر ) عليهم تسلط . و ( آمره ) في كذا ( مؤامرة ) شاوره والعامة تقول : وأمره و ( أتمر ) الأمر أي امتثله وأتمروا به إذا هموا به وتشاوروا فيه و ( الائتمار ) و ( الاستئمار ) المشاورة وكذا ( التآمر ) كالتفاعل . قلت : قوله تعالى : وأتمروا بينكم بمعروف أي ليأمر بعضكم بعضا بالمعروف و ( الأمارة ) و ( الأمار ) أيضا بفتحهما الوقت والعلامة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية