الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنـزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون

                                                                                                                                                                                                                                      6 - خلقكم من نفس واحدة ؛ أي: ؛ آدم - عليه السلام -؛ ثم جعل منها زوجها ؛ أي: حواء؛ من قصيراه؛ قيل: أخرج ذرية آدم من ظهره كالذر؛ ثم خلق بعد ذلك حواء؛ ثم جعل منها زوجها وأنـزل لكم من الأنعام ؛ أي: جعل؛ عن الحسن؛ أو خلقها في الجنة مع آدم - عليه السلام -؛ ثم أنزلها؛ أو لأنها لا تعيش إلا بالنبات؛ والنبات لا يقوم إلا بالماء؛ وقد أنزل الماء؛ فكأنه أنزلها؛ ثمانية أزواج ؛ ذكرا وأنثى؛ من الإبل؛ والبقر؛ والضأن؛ والمعز؛ كما بين في سورة "الأنعام"؛ والزوج اسم لواحد معه آخر؛ فإذا انفرد فهو فرد؛ ووتر؛ ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق ؛ نطفة؛ ثم علقة؛ ثم مضغة؛ ثم إلى تمام الخلق؛ في ظلمات ثلاث ؛ ظلمة البطن؛ والرحم؛ والمشيمة؛ أو ظلمة الصلب؛ والبطن؛ والرحم؛ ذلكم ؛ الذي هذه مفعولاته هو الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون ؛ فكيف يعدل بكم عن عبادته إلى عبادة غيره؛ ثم بين أنه غني عنهم؛ بقوله:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية