الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب

                                                                                                                                                                                                                                      10 - قل يا عباد الذين آمنوا ؛ بلا ياء؛ عند الأكثر؛ اتقوا ربكم ؛ بامتثال أوامره؛ واجتناب نواهيه؛ للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ؛ أي: أطاعوا الله في الدنيا؛ و"في"؛ يتعلق بـ "أحسنوا"؛ لا بـ "حسنة"؛ معناه: الذين أحسنوا في هذه الدنيا فلهم حسنة في الآخرة؛ وهي دخول الجنة؛ أي: حسنة لا توصف؛ وقد علقه السدي بـ "حسنة"؛ ففسر الحسنة بالصحة؛ والعافية؛ ومعنى وأرض الله واسعة ؛ أي: لا عذر للمفرطين في الإحسان البتة؛ حتى إن اعتلوا بأنهم لا يتمكنون في أوطانهم من التوفر على الإحسان؛ قيل لهم: فإن أرض الله واسعة؛ وبلاده كثيرة؛ فتحولوا إلى بلاد أخر؛ واقتدوا بالأنبياء والصالحين في مهاجرتهم إلى غير بلادهم؛ ليزدادوا إحسانا إلى إحسانهم؛ وطاعة إلى طاعتهم؛ إنما يوفى الصابرون ؛ على مفارقة أوطانهم وعشائرهم؛ وعلى غيرها من تجرع [ ص: 173 ] الغصص؛ واحتمال البلايا في طاعة الله؛ وازدياد الخير؛ أجرهم بغير حساب ؛ عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: "لا يهتدي إليه حساب الحساب؛ ولا يعرف"؛ وهو حال من الأجر؛ أي: موفرا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية